: آخر تحديث

خذها من كبار السن تفسّح

2
1
2

بدا سيد من مشاهير التلفزيون في ذروة الغضب، وهو يتحدث عن حالة ظلم بيّنٍ وشقاء مبين. وفي التفاصيل الساخطة أن سيدة تعمل في حقل التمريض الشاق العاق، والأكثر مرارة بين الأرزاق، تتقاضى عن عذابها المؤبد بين المعذبين ثلاثة آلاف جنيه شهرياً، أو نحو 61 دولاراً مع ما يلحق بها من فواصل وقروش. في المقابل، وبالغضب نفسه، هناك فنانة كثيرة عمليات التجميل، وشدّ الخدود، ونقع الورود، تطلب 50 مليون جنيه، أو مليون دولار مع فواصله المتواصلة، لقاء دورها في عمل فني.

لنا بعض الملاحظات:

أولاً: الغضب حق. لكنه غير جميل.

ثانياً: الراتب المذكور مهين ومشين ومتوحش.

لكن الأرجح أن المسؤولية في المسألة لا تقع على الممثلة هاوية البوتوكس، وإخفاء الشحم في اللحم. بل تتوزع المسؤوليات والأسباب بين: (1) التضخم الرهيب، و(2) التباطؤ الاقتصادي، و(3) ازدهار السوق الفنية، وأحكام العرض والطلب، في مبادئ الرأسمالية التي لا مبدأ لها سوى اقتناص الفرص، ودعوة إيلون ماسك إلى البيت الأبيض، إلى جانب رئيس العالم.

هل سمعت في حياتك أن الدعوة وجهت إلى ممرض، أو إلى لاجئ بحري، أو برّي، أو جوّي؟

أنا مع الزميل الغاضب في كل دعاويه، لكن علامَ الغضب بينكم علامَ؟ ثم إنه كان طول الوقت يسخط ويرتفع صوته وضغطه (الفوقاني) وهو يتطلع بي كأنني مدير أعمال المنتج صادق الصبّاح.

يفقد الغاضب نصف قضاياه. ويفقد النصف الآخر إذا خيل إليه أنه يخطب في سجن الباستيل، وليس في برنامج يعاني نصف مشاهديه من الإرهاق، والنكد، وتوتر الصوت العالي، ومتلازمة «يا مصبرني على بلواي».

يا سيدي ومولاي، تفسّح. خذها من كبار السن. فهذه طبائع البشر، والبشر نصفهم أنذال.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد