عبده الأسمري
جبر «خاطر» الإنسان في إعلاء شأن «القصة» التي حولها إلى «عناوين» ملأت «الشعور» بتفاصيل «الوجدان» كاتباً جملته الاسمية من مبتدأ «الحنين» وخبر «اليقين».
مضى يوزع «عبير» الكتابة كإهداءات «مستحقة» أمام مرأى الثقافة.. مسخراً «الحس الإنساني» في تفصيل «المعنى الأدبي» الذي قدمه كإمضاءات خالدة ملأت «الفراغات المجهولة» بمعالم «الوضوح»..
اقتنص من حيز «الصمت» مشاعر «الماكثين» في دوائر «الكبت» معلناً «العصيان» على الاعتياد وموجها أسهم «الجهر» في صدر «النسيان» محولاً «الحكايات» إلى «منهجيات» مبهجة من «قيمة» المعاني و»همة» التفاني.
إنه القاص والأديب جبير المليحان -رحمه الله- أحد كتَّاب القصة المعروفين.
بوجه حائلي الملامح، وتقاسيم شمالية مزيجة من الود والجد تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله، وعينان تسطعان بلمحات «التروي» ونظرات «الثبات» وأناقة تعتمر «البياض» تتكامل على محيا عامر بالرقي وشخصية زاهية «الأثر» باهية «التأثير» وصوت ذو لكنة «شمالية» عامة و»وطنية» خاصة تتعامد على لغة فصيحة في «ميادين» العلم و»مضامين» العمل ومنصات «الثقافة» ومحافل «المعرفة» ولهجة «حائلية» عامة في مجالس «الأسرة» وبيضاء عصماء خاصة في مواقع «الأصدقاء» ومواطن «الزملاء» وخبرة عريضة تكاملت بين «موهبة» مبكرة و»مهارة» باكرة اكتملت في مخزون «أدبي» ومكنون «ثقافي».
قضى المليحان من عمره «عقوداً» وهو يكتب «القصة» على أركان من «التمكن» ويؤصل «الهوية القصصية» على أسس من «التمكين» ويرسم خرائط «المعارف» في أفق «المكانة» قاصاً وأديباً وكاتباً، ترك اسمه في المتون «المشرقة» من الذاكرة وأبقى صيته في الشؤون «الساطعة» من الاستذكار.
في حائل عروس «الشمال» الدرة المكنونة في عقد «الوطن»، الساطع بالتاريخ والشهيرة بتخريج «الأدباء» المنفردين أصحاب «الأنفاس الطويلة» في الانطلاق والوصول.
ولد المليحان عام (1950) في قرية «قصر العشروات «جنوب المدينة وسط «نهار» شتوي رسم ملاحم «البهجة» على بوابات «المنازل» البسيطة القابعة وسط «المزارع» وتهللت «أسارير» والده «الفلاح» بين قومه بسخاء «اليد» ولين «الجانب» وانطلقت «مواويل» السامري في أنحاء «القرى» المتقاربة رغماً عن «مسافات» الأماكن..
تفتحت عيناه على أب كريم امتهن زرع «المحاصيل» وأم متفانية اشتهرت بنظم «الشعر» فنشأ محفوفاً بتركيبة علمته «ماهية «الكدح برفقة والده الذي تعلم منه جمال العطاء وهوية «العطف» في أحضان والدته التي أسبغت عليه بجميل الدعاء.
تعتقت نفسه برياحين «الحقول «التي استنشق منها بركات «الصباح» ومضى ينصت لصيحات «الكادحين» في مزارع عشيرته ويحلل «القصص» المحفوظة في صدور العابرين على عتبات «البساطة»، تشربت روحه أنفاس» الجيرة» في مساءات قريته المعطرة بمكارم «الأولين» وفضائل «الطيبين» الذي انتهل منهم «معاني» التعاضد.
ركض المليحان مع أقرانه مراقباً «جموع» القادمين على «اجنحة» الوفاء في عيادة «المريض» وتشييع» الراحل» وتأبين «الفقيد» وإعانة «العائل» فترسخت في ذهنه «براهين» النبل في مجتمعه «القروي» المسجوع بالنفع والشفع.
ارتبط المليحان بالدراسة، حيث كان يدرس صباحاً ويساعد والده في المزارع مساءً ومضى ينقش على جدران «الزمن» نبوغاً باكراً ظل يعتمر داخله باحثاً عن «ضالته» في كتابات أولى تحولت من خربشات فطرية إلى إضاءات فكرية اعتلت صهوة «النشر» ودخلت حيز «التأليف».
ارتهن لصدى «الحكايات» المنسوجة من «أقوال» والديه وظل يبنى بها صرح «النصوص» وانطلقت «شرارة» الموهبة في أول قصة كتبها في الصف الثاني المتوسط، وأرسلها إلى إذاعة الرياض لتتم قراءتها في البرنامج الثقافي، وكانت بمثابة «السر» الأول لانطلاقته المبهجة في عالم الكتابة والنشر.
بدأ المليحان إرسال قصصه إلى مجلة اليمامة عام 1970م ولم تجد «النور» ثم نشرها لاحقاً في الصفحة الأدبية بجريدة اليوم واستمر في النشر وكتابة الجديد والمنوع في عالم القصة.
ثم نشر في ملحق المربد الأدبي الصادر عن جريدة اليوم بالدمام، عام 1973م إحدى عشرة قصة صغيرة تحت عنوان: «الطفل يريده: اللون الأبيض».
التحق المليحان بالعمل التربوي والتعليمي وعمل معلماً ثم مدير مدرسة ثم مشرفاً تربوياً فمديراً لمركز الإشراف التربوي ثم رئيساً لقسم الدراسات والتجارب التربوية.
عمل مديراً لتحرير جريدة المدينة في المنطقة الشرقية والخليج. ومحرراً لصفحة الطفل في جريدة القافلة الأسبوعية، وعمل رئيسا لمجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي لمدة خمس سنوات ورئيساً لتحرير جريدة اليوم بالنيابة.
وفي عام 2000 أطلق المليحان مشروعه من خلال تأسيس (موقع القصة العربية) للتعريف بكتاب القصة العرب وإنجازاتهم، وقد تحول اسمه عام 2004م إلى (شبكة القصة العربية)، وقد طبع ونشر العديد من من قصص الشبكة خلال الأعوام الماضية.
أصدر المليحان العديد من المؤلفات ومن (الهدية) مجموعة قصصية للأطفال. صدرت عن شركة أرامكو السعودية عام 2004م. ومجموعة قصصية بعنوان (الوجه الذي من ماء) عام 2008م و(قصص صغيرة) مجموعة قصصية. عام 2009م. و(قصص من السعودية) صدر عن وزارة الثقافة والسياحة اليمنية بالتعاون مع موقع شبكة القصة العربية. و(قصص عربية) عام 2011. وقصص (ج ي م) التي صدرت عام 2011م. ورواية (أبناء الأدهم) الصادرة عام 2016.وأصدر عام 2022 مجموعة قصصية بعنوان سيرة الصبي و(مراجيح بشرية (مجموعة قصصية) عام 2022. ورواية (أول القرى) التي أصدرها عام 2023.
للمليحان عدة مشاركات محلية وإقليمية وعربية حيث شارك في ندوة «القصة القصيرة وتحديات النشر» التي نظمها نادي المنطقة الشرقية الأدبي عام 2015م. وشارك في تحيكم مسابقة سوق عكاظ الخاصة بالقصة القصيرة عام 2017. وشارك في مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة الأول الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون في الدمام عام 2018م.
تم تكريمه في عدة محافل حيث حصل المليحان على جائزة أبها لعام 1431- 1432هـ (2011م) في مجال القصة القصيرة عن مجموعته القصصية (قصص صغيرة).
وكرمه نادي الأحساء الأدبي بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للقصة عام 2015م، وأقيمت أمسية حول تجربته الإبداعية بعنوان «القصة في المملكة ريادة وإبداع» وكرمه نادي الرياض الأدبي في الدورة السادسة لملتقى النقد الأدبي عام 2016م، وحصل المليحان على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب فرع الرواية عن روايته (أبناء الأدهم) عام 2017م.
انتقل المليحان إلى رحمة الله يوم 2 سبتمبر 2025م عن عمر ناهز الخمسة وسبعين عامًا بعد معاناة مع المرض اثر إصابته بجلطة دماغية عانى منها لأسابيع قبل وفاته.. وقد نعته المنصات الثقافية والأدباء والمثقفين ونقلت الخبر العديد من وسائل الإعلام واصفة بصمات الراحل على خارطة القصة السعودية.