: آخر تحديث

قلقون على مستقبل السودان

1
0
1

خالد بن حمد المالك

يوماً بعد آخر يظهر في السودان ما هو أسوأ، قتال لا ينتهي، وجرائم تتجدد، والقتل على الهوية، وعذاب يواجهه السجناء لدى الدعم السريع، وكأن هؤلاء ليسوا من السودان، وكأنهم ليسوا من أبناء جلدتهم، فلا رحمة، ولا إنسانية، ولا ضمير لدى هؤلاء القتلة الذين يرتكبون الجرائم.

* *

أعداد ممن قُبض عليهم يتم قتلهم أفراداً وجماعات، وآخرون تحت التعذيب في سجونهم، ومنعُ من سَلِمَ من القتل والسجن من أن يفرَّ إلى مناطق لعلّه يجد فيها الأمان من مصير يتربصه، إما بالقتل أو بأخذه إلى السجن، ووضعه تحت التعذيب.

* *

المسيرات تستمر لاصطياد من لازالوا على قيد الحياة، لا فرق بين طفل وامرأة، ومن لم يُشارك في القتال من المدنيين، فالمحرقة تستوعب الجميع، والقتل الممنهج لا يستثني أحداً، فسياسة الدعم السريع عليَّ وعلى إخواني، لا على البعيد ولا على العدو، والضحية السودان والسودانيون، والرفض لكل المساعي الخيِّرة لوقف هذا النزيف من الدماء.

* *

والعالم يتفرَّج، ويتقبَّل ما يجري في السودان، لأنه يصب في تقسيم البلاد إلى كيانات على شكل دول، بعد أن يتم تمزيق الدولة، وخلق أجواء من التناحر بين السودانيين، بعد أن تكون ذهبت الغنائم إلى من يؤججون هذا الصراع، وأوجدوا هذه الفتنة، في ظل انخراط السودانيين أنفسهم بهذا المصير المجهول لدولتهم.

* *

يحدث كل هذا، بينما يستمر القتال، وتتسع المعارك، والرفض للهدنة ولوقف القتال هما سيدا الموقف الدموي الذي تصر الأطراف على استمراره، دون النظر لحجم الخسائر، بما فيها الأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين، من السودانيين، وربما كان من بينهم بعض المرتزقة لدى الدعم السريع، بحسب بعض الروايات.

* *

السودانيون هم الأدرى بمصالحهم، وخطورة ما تجنيه أيديهم بسلاح غيرهم، ممن لا يحبون السودان، ولا تهمهم مصلحة السودانيين، وغايتهم أن يروا استمرار الحرب، وزيادة الخسائر، وتحقيق ما يبيتونه من شر للدولة السودانية، ومن مصير يحقق أهدافهم، على حساب مصلحة السودان والسودانيين.

* *

نصيحتنا للسودانيين: لا تسمحوا للغرباء أن يعبثوا ببلادكم، ويجروها إلى حرب طاحنة، ويُلقى بكم إلى التهلكة، دون هدف يخدمكم، ونهاية تُسعدكم، وارفضوا أن تكونوا مطيَّة لعدوكم، أو حطباً لإشعال هذه الفتنة في صفوفكم ومجتمعاتكم، وكونوا على علم بما يُبيت لكم، ويُخطِّط لنزع الوحدة فيما بينكم، وتالياً بما لا مصلحة لكم فيه، وكونوا يداً واحدة في الدفاع عن بلادكم وأنفسكم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد