: آخر تحديث

جذور الفن الخليجي

2
1
3

أحمد المغلوث

جاء معرض «الفن عبر الخليج العربي» تقديراً حقيقياً لكوكبة من رواد الفن التشكيلي في الخليج العربي، وقبل آلاف السنين كان الإنسان في الجزيرة العربية يرسم على جدران الكهوف الصخرية، وكذلك يحفر بعضا مما يشاهده هنا وهناك من حيوانات في بيئته الزراعية «اللواحات»، كان يحول الطين إلى مجسمات صغيرة وكبيرة ذات طابع فطري، بل ويصنع الأدوات التي يحتاجها في حياته بفطرية وعفوية معتمداً على موهبته، وهناك من عاش بجانب الجبال الشامخة راح يرسم عليها ببساطة وتلقائية ومن ثم راح حفر عليها بإمكاناته البسيطة ومعداته التي صنعها بنفسه فراح يحفر الرسوم كما هو موثق في العلا والتي مازالت إلى اليوم محط الاعجاب، ليس من رجال الآثار وعلماء التاريخ فحسب وإنما لكل من درسها وراح يتأملها؛سواء أكان زائراً لها مباشرة أم شاهدها في المتاحف المحلية أو من خلال مروره بها أو عبر مشاهدتها من خلال الأفلام الوثائقية المختلفة، وحسنا فعلت مسك للفنون في تنظيم هذا المعرض المبهر في صالة صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد -رحمه الله- وتكمن أهمية هذا المعرض، والذي كان ملفتا لأنظار جماهير الفن والإبداع أو مساهمته في تعزيز التواصل المباشر مع الجمهور والترويج للأعمال الفنانين وإلهام المبدعين المهتمين وتعزيز الهوية الثقافية، كما ساهم هذا المعرض في نشر الذائقة الفنية بين المشاهدين والزوار، وكم أتمنى لو قامت الجامعات والكليات بإعداد برامج زيارة لهذا المعرض الرائع ليطلع عليه الجيل الجديد وفرصة أن يشاهد الطلاب والطالبات ومن مختلف الجامعات بل وحتى طلاب المراحل الأولى من ابتدائية وثانوية وحتى المدارس الخاصة وقبل أربعة عقود وكانت لي مشاركة عالمية في «مونت كارلو» بلوحة الأحساء في الماضي كان من ضمن البرنامج المعد في المعرض.

زيارة طلاب وطالبات الصفوف الأولى لمدارس إمارة موناكو بهدف توعيتهم بجماليات الفن وأثره على حياتهم، وبالتالي سوف يكتشف كل من زاره وشاهد محتوياته دور المعارض في التوعية والتربية الفنية، وكل من زار أو سوف يزور معرض «مساحة» سوف يكتشف إبداع بعض من المبدعين في خليجنا العربي المتطور ليس بأخبار النفط والاقتصاد المتنامي ولكن من خلال الإبداع الذي تميز وبات يشار له بالبنان ليشاهد الجميع مراحل تطوره وإبداعه.

هذا وخلال تواجدي مع الزملاء اقتنيت بعض الكتب التي لم أستطع مقاومة قراءاتها خاصة فالكتب الفنية لا تتواجد في الأحساء تذكرت ذلك وأنا أتجول داخل «مكتبة الفن» في جاكس وأنا أشعر بسعادة وحيرة شديدة، ماذا أشتري وماذا أترك، ولعاب عقلي يغريني بشراء الكثير من محتويات ومعروضات المكتبة، ولكن وما أصعب ولكن في هذه الحالة، كانت الأسعار تحلق عاليا، وكان من المفروض أن يكون هناك خصم خاص لرواد الفن تشجيعا لهم وتكريما لمشاركتهم.

ولكني رحت في «حيص بيص» لولا أن أحد الزملاء قال لي هامسا يكفي ما اشتريت.. ومع هذا عدت للأحساء وأنا محمل بكنوز من الكتب الفنية..

وماذا بعد ما أروع المكتبات فهي ينابيع المعرفة والثقافة على مر التاريخ، وكما هو معروف فالكتب، وفي كل مجال هي: فضاءات تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالرقي الثقافي والفكري وتساهم في العملية الإبداعية لكل إنسان يقرأ.. فهل نعي ذلك!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد