نجيب يماني
في مقال للزميل العكاظي سعيد آل منصور تحت عنوان «وسط جدة».. وجهة المستقبل
حمل بشارة خير لمشروع عظيم يغيّر الكثير من معالم عروس البحر الأحمر، مشروع وسط جده لم يعد مجرد خبر على ورق أو صورة في عرضٍ مرئي، بل أصبح واقعاً يطلّ علينا شيئاً فشيئاً معلناً أن جدة التي نعرفها بالأمس ليست جدة الغد..
في وعد صادق من قبل ولي العهد محمد الخير بأن هذه المدينة ستبقى شابة مهما طال بها العمر،
وهذه حقيقة نعيشها على أرض الواقع، فمع إطلالة كل مشروع جديد تتبدى أمامنا عظمة «رؤية المملكة» وقدرتها على الاستشراف الاستثنائي الذي تتقاصر دونه بصائر الخيال، مهما تراحبت، وتعجز عنه خيل الأمنيات في ركضها المتواثب خفة ورشاقة، في المضمار المُمهد، كيفما أرخيت لها العنان، ومهّدت لها المسار..
رؤية شطبت من قاموسها مفردة «المستحيل»، وشحنت طاقتها بوقود العزم الخلّاق، لتتسابق ركضاً في مضمار الإنجاز مستجيبة للنداء المحفز «همّة حتى القمّة».
مشروع «وسط جدة»، يلبس «العروس» حُلّة جديدة؛ زاهية كما يجب أن تكون، وبآفاق استثمارية تغيّر وجه الواقع المتكلّس، ليغدو متحرّكاً بتروس التجدّد، ومحلّقاً بأجنحة الانطلاق والمواكبة، ويعيد ترتيب وجه «العروس» التي شوهتها يد الإهمال وكثرة تجارب الأمناء على أرضها وسمائها وطبيعتها وتضارب وجهات نظرهم عليها.
هذا المشروع يتوافق وحركة التطور والتقدّم والنماء، التي تشهدها المدينة والقرية والسهل والجبل على هدى الرؤية المباركة؛ نشدانًا لغد أفضل، وخدمة لمواطن يستحق، ورفعة لوطن مقامه الفرقد اللاصف.
هذا المشروع، في سامق أهدافه، ونبيل مقاصده، يهدف إلى صناعة وجهة عالمية في قلب جدة، يضم العديد من المعالم الرئيسية العالمية دار أوبرا، متحف، أستاد رياضي، ومزارع مرجانية، مع العديد من المشاريع النوعية في قطاعات سياحية، رياضية، ثقافية، ترفيهية ومناطق سكنية عصرية مع مشاريع فندقية متنوعة، بالإضافة إلى حلول متنوعة لقطاع الأعمال، لتبرز من خلالها الهوية الثقافية والفنون المعمارية الأصيلة لمدينة جدة بقالب عصري متجدّد، مع مراعاة تطبيق أحدث التقنيات وأعلى معايير الاستدامة والمحافظة على البيئة.
من أجل دعم المشروع وسرعة تطويره تم نقل ملكيته بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة (مالك شركة وسط جدة للتطوير)، وسينفذ المشروع على ثلاث مراحل رئيسية، تكتمل الأولى منها بنهاية عام 2027م، ليبدأ المشروع في استقبال سكان جدة وزوارها من داخل وخارج المملكة بإذن الله..
سبقتها خطوة محمودة قامت بها الدولة مشكورة للعناية بهذه المدينة التاريخية وجعلها قابلة للعيش والحياة بعيداً عن التشوه البصري، الذي كانت تشهده بصورة كبيرة أثّرت على مكانتها التاريخية وأصالتها بين المدن، فكانت إزالة السكن العشوائي القائم في بعض أحياء المدينة، ومحاربته بخطوات عملية هادفة وجهود رامية ودون تردد خطوة مباركةً ومقدرة لولي أمر الوطن درءاً لمفاسدها وما كان يأتي منها من مخاطر اجتماعية، وأمنية وصحية.
تنفست جدة وزال ما ران على وجهها الجميل المشرق، من تشوّه بصرى كان يقذي العيون ويوجعها. وتستمر يد الرؤية المباركة تنشد للوطن ومن عليه جودة الحياة، فأصبح البحر أمامنا بشواطئه الجميلة ورمله الناعم وأمواجه تداعبنا ونداعبها بعد شوق وحنين وغياب طويل،
في انتظار جدة غدٍ مُشرق واعد بالخير والنماء ومشاريع عملاقة تقام على أركانها الأربعة وتعيد رسم خارطة جدة.
نعيش في عصر تحولي جديد، رسم خارطته الأمير محمد بن سلمان بنظرة إيجابية متفائلة تحمل الأمل لغد مشرق واعد، لا مكان للمتقاعسين فيه، برؤية وطنية كشفت الغمّة، وأنارت للوطن طريقاً مفعماً بالخير والأمل يتناسب وحجم الحلم الذي يراود كل من يعيش على أرضه.
لنحافظ على جدة التاريخ ونسأل الرحمة لأمنا حواء. والحمد لله رب العالمين.