عبدالله خلف
قال إبراهيم المهدي:
إذا كان يعجبك السكوت فإنه
قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوتك مرة
فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما
زرع الكلام عداوةً وضرارا
فحقيق على الأريب أن يُخزن لسانه عن نطقه ولا يرسله في غير حقه وأن ينطق بعلم وينصت بحلم. ولا يعجل في الجواب حذر الزّلل ويحفظ من العيوب والغلط.
وقال الأعور الشني وهو بشر بن منقذ وكان شاعراً محسناً...
ألم تر مفتاح الفؤاد لسانه
إذا هو أبدى ما يقول من الفم
وكائن ترى من صامت لك معجب
زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صوره اللحم والدم
وقال:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
جُعل اللسان على الفؤاد دليلا
وقال أكثم بن صيفي:
(حتف الرجل بين لحييه)
وأنشد أحمد بن عبيد لأبي محمد الزيدي:
حتف امرئ لسانه
في جده أو لعبه
بين اللها مقتله
وراكب في مركبه
ورب ذي مزح أميـ
تت نفسه في سببه
ليس الفتى كل الفتى
إلا الفتى في أدبه
وبعض أخلاق الفتى
أولى به من نسبه