: آخر تحديث

الإمارات .. وعي لا يخترق أمام التضليل الإخواني

1
1
1

فيصل الشامسي

في عالمٍ يختلط فيه الصدق بالزيف، وتغيب فيه البصيرة عند البعض تحت ضجيج الأكاذيب، تظلّ دولة الإمارات منارة للوعي، وقلعة حصينة أمام موجات التضليل الغاشم، التي تستهدف الفكر قبل الجغرافيا، والعقول قبل المؤسسات، فبينما تسعى التيارات المسمومة إلى تفكيك استقرار الدول عبر بثّ الأكاذيب وصناعة الفتن، اختارت الإمارات طريق الوعي والعقل، سبيلاً لحماية منجزاتها وصون هويتها الوطنية.

منذ أن وضع المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أسس الاتحاد، والإمارات تؤمن بأن بناء الدولة لا يكتمل إلا ببناء الوعي، وأن تحصين العقول هو صمام الأمان في مواجهة التضليل.

واليوم، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل الدولة نهجها المتوازن في ترسيخ الأمن الفكري، والعطاء الإنساني، وقيم الخير والنماء، ومواجهة حملات التحريض التي تقودها جماعات الظلام، مستخدمة أدوات إعلامية ومحتويات رقمية مضللة، تستهدف وعي الإنسان أين ما كان.

ومن أبرز نماذج هذا التضليل، الأسلوب الدعائي الذي تتبناه جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يسير في خندقها من المندسين والمتلونين، الذين يغيرون أقنعتهم تبعاً للمصالح، ويختبئون خلف الشعارات، وهم في الحقيقة يسعون إلى تقويض استقرار الأوطان، وبثّ الشكّ بين الشعوب وقياداتها.

يعتمد هؤلاء على صناعة روايات مزيفة، ومقاطع مجتزأة، وتحليلات مشبوهة، تقدم للجمهور في صورة «حقائق بديلة»، هدفها ضرب الثقة وتشويه رموز الدولة الوطنية والمخلصين، والتشكيك في المؤسسات، وتزييف الوعي الجمعي.

لقد أدركت الإمارات مبكراً أن هذا النوع من التضليل لا يُواجه بالصمت، بل ببناء وعي مؤسسي وفردي متكامل، يجمع بين الإعلام الوطني المهني، والتعليم التربوي الاستباقي، والبحث العلمي المستقل، ومن هنا، نشأت مبادراتٌ وطنية رائدة، ومنصات فكرية ترصد الخطاب الموجّه، وتفكك أدوات الدعاية الإخوانية، وتكشف للجمهور كيف تصاغ الأكاذيب، وتضخ عبر الشبكات الإلكترونية بأسماء وهمية، ومؤسسات ظاهرها إعلامي وباطنها تخريبي.

لكنّ المعركة ضد التضليل لا تقتصر على المؤسسات الرسمية، بل تمتد إلى المسؤولية الفردية والمجتمعية، فالمواطن الواعي هو خط الدفاع الأول في وجه الأكاذيب، حين يمتلك القدرة على التمييز بين الخبر والرأي، وبين النقد البنّاء والتحريض الممنهج.

الوعي الفردي لا يعني الشك في كل شيء، بل الفهم العميق لكيفية إدارة المعلومات، في عالم تتحكم فيه الخوارزميات والشبكات الموجهة، وكل مواطن إماراتي يرفض الانجرار خلف الحملات المغرضة، إنما يحافظ على القيم والمبادئ، ويشارك في حماية وطنه فكرياً، كما يحميه أمنياً.

أما دور الكُتاب والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، فهو الركيزة التي يستند إليها الوعي الجمعي، فالكلمة الصادقة أقوى من كل دعايات الزيف، والقلم المخلص هو سلاح العقل ضد سُمّ الأكاذيب، لقد كان المثقف الإماراتي، في كل مراحل البناء الوطني، صوت الحكمة والعقل، وسدّاً منيعاً أمام خطاب الكراهية والفرقة.

واليوم تتضاعف هذه المسؤولية في تفنيد سرديات التيارات المتطرفة، وكشف تناقضاتها الفكرية، وفضح ادعاءاتها الأخلاقية والسياسية، التي تتخذ من الدين ستاراً، ومن الإعلام مطيّة.

وفي مقابل التضليل الممنهج الذي تبثه هذه التيارات الغاشمة، عبر ما يسمّى «الإعلام الموجّه»، تقدّم الإمارات نموذجاً راقياً لما يمكن تسميته بالإعلام الوطني المستنير، الذي يجمع بين المصداقية والاعتدال، ويوازن بين نقل الخبر وبناء الوعي، فالإعلام الإماراتي لا ينجرّ إلى المهاترات، بل يواجه الكذب بالحجة، والتحريض بالمنطق، ويستمدّ قوته من ثقافة مؤسساته التي تعلي قيم الحقيقة والاحترام والالتزام.

إنّ جماعة الإخوان ومن دار في فلكها، تمثل اليوم النموذج الأوضح لحملات التضليل الحديثة، إذ تحوّلت من حركة سياسية، إلى ماكينة إعلامية هدفها العبث بالعقول، غير أنّ الإمارات، بوعيها الجمعي ونهجها الاستراتيجي، استطاعت أن تفكك هذا النموذج، وتفضح أدواته وأساليبه، لتثبت أن الدولة التي تؤمن بالإنسان، وتستثمر في فكره، وتحصّن شبابها بالمعرفة، لا يمكن أن تسقط أمام دعايةٍ جوفاء، مهما تلوّنت أو تبدّلت شعاراتها.

ستبقى الإمارات بقيادتها الحكيمة، ومفكّريها المخلصين، وإعلامها المسؤول، وشعبها الواعي، حصناً منيعاً أمام كل محاولات التضليل، ومنارةً تُضيء للعالم درب الحقيقة، في زمنٍ تزداد فيه أدوات التضليل، فهي الدولة التي تؤمن بأن الدفاع عن الوطن لا يكون بالسلاح وحده، بل بالكلمة الصادقة، والفكر المستنير، والوعي الجمعي المتماسك.

وحين تنكشف أقنعة المتلونين، وتذوب أكاذيب المضللين، يبقى ثبات الإمارات ناصعاً، وصوتها صادقاً، ورسالتها للعالم ثابتة، أن الحقيقة أقوى من التضليل، وأن الوعي هو السلاح الذي لا يُهزم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد