: آخر تحديث

القدية.. مدينة الحلم بروح سعودية

1
1
1

أن تبني مدينة بحجم مدينة الطائف، وبرؤية سعودية خالصة وبسمات ثقافية وطابع فني خاص، فذلك ليس مجرد إنجاز عمراني، إنما حلم تحول لحقيقة ملموسة!!

ما شدّني خلال زيارتي لمدينة القدية مؤخراً أن ما يُبنى هناك لا يقتصر على الترفيه، بل يتجاوز ذلك إلى صناعة فكرٍ جديد للسعودية الجديدة، وجدنا مدينة تجمع بين الترفيه والابتكار والثقافة والفنون، وتُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان.

عندما سألنا لماذا لم تأت (ديزني) الأشهر هنا، كانت الإجابة الواثقة، لأن فكرتها لا تقبل التغيير، فنسخها في أميركا وفرنسا واليابان متطابقة تمامًا، أما القدية، فاختارت أن تكون هي التجربة، لا نسخة منها، اختارت أن تعبّر عن نفسها، بروح ولمسات سعودية..!!

تخيلوا مدينةً تمتد على مساحة 360 كيلومترًا مربعًا، وعلى بُعد 45 كيلومترًا فقط من قلب الرياض، ستضم أكثر من 60 ألف مبنى، وتوفر ما يزيد على 300 ألف وظيفة، وتستقبل نحو 48 مليون زيارة سنويًا.

هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن طموحٍ عمراني، بل عن رؤية وطنية تؤمن بأن الترفيه جزء من الاقتصاد، والثقافة جزء من التنمية.

في جولتنا الإعلامية التي نظمها مشكورين القائمون على المركز الإعلامي بالقدية، والتي شملت المدينة الترفيهية الأولى التي ستُفتتح مشاريعها الكبرى Six Flags

“سيكس فلاقز القدية” في 31 ديسمبر المقبل، أحسست بأن المكان يتنفس روح السعودية، الموسيقى التي تملأ الأجواء بإيقاعاتها الجنوبية والحجازية، وتفاصيل المباني التي تمزج بين الحداثة والعمارة النجدية القديمة، تمنحك شعورًا بأنك في تجربة عالمية بروحٍ محلية صافية…!!

القدية وُلدت من قيم: الإبداع، والتخيل، والنمو، والتطور، والتواصل، والاسترخاء؛ قيم تعبّر عن فلسفة ترفيهٍ سعودي لا يبحث عن الإبهار فقط، بل عن إثراء الفكر والوجدان.

خصوصاً أن الاسم بحد ذاته حكاية تستحق التوقف، فالقدية كما هو معروف سُميت بهذا الاسم لأن طريقها القديم إلى مكة كان وعرًا جدًا، وكان الحجاج يربطون الحبال بينهم وبين دوابهم لتجاوز الجبال الصعبة، لكن تلك الحبال كانت تتقطّع من شدّة الانحدار، فقيل: “الطريق الذي تُقدّ فيه الحبال”، واليوم، من موقعٍ كانت الحبال فيه تتقطع، تُنسج خيوط جديدة تربط الماضي بالحاضر، وتصل السعودية بالعالم برؤيةٍ تتجاوز الحدود…!!

ببساطة، تحولت القدية من طريق تاريخي كان للحجاج وللعابرين لمنطقة الحجاز، إلى مدينةٍ للعالم، ما شاهدته هناك يؤكد أن أحلامنا واقعية..!!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد