: آخر تحديث

اللبناني «بيكاسو العرب»!

4
3
4

عبدالعزيز التميمي

لا أريد إطالة الحديث عن هويته الشخصية... فنان لبناني ولد عام 1966، اسمه شارل خوري، لأن ما شدني إليه بعد أخلاقه الراقية، سلوكه الإنساني المتميز، كيف لا، وهو ابن لبنان العزيز على قلبي، يحمل في صدره قلب حمامة، كأي شخص لبناني تغمره الطيبة والجمال والأخلاق العالية.

شارل خوري، فنان تشكيلي صقلت فنه الطبيعة اللبنانية من حيث جمالية الألوان ورشاقة الخطوط وتزاحم المفردات المنبثقة من ذاكرته الذاتية عبر أحلامه الخاصة ورؤيته الخيالية للمحيط الذي يعيشه مرتين متوازيتين مع بعضهما، مرة واقعية وأخرى خيالية أسطورية، يجمع بينهما حبه الشديد لتطوير الواقع إلى معادلة رياضية صعبة، تتفوق -بكل جدارة- على الحداثة، وما بعد الحداثة إلى مئات السنين.

الفنان اللبناني شارل خوري، تفوق على كل المدارس الفنية، وعلى رأسها مدرسة بيكاسو التكعيبية، وسيزان التبسيطية، ودالي السريالية، وأغلب رواد المدرسة التجريدية في العالم، وأستطيع -وبكل ثقة- أن أطلق عليه لقب «بيكاسو العرب»، وهذا قليل عليه؛ لأن الفارق المتفوق لدى «بيكاسو العرب» أكبر وأكثر من مهارات بيكاسو الغرب، بشهادة أعماله الزاخرة بالمفردات المتناسقة، التي تكمل بعضها في سرد بصري جديد، وطرح لغوي متقدم لموضوع واحد...

تتحدث تلك المفردات، التي تقوم مقام شخصيات أعمال الفنان شارل، وكانها ولدت من بعضها فشكلت بمجموعها لوحة فنية، طرحت الفكرة والموضوعية والمساحة اللونية مع الفضاء الرحب بعناية تامة، فلم يهمل المساحة المطلوبة لأي عمل بشكل أساسي، ولم يشوّه لوحته بتزاحم الشخوص والمفردات المتوزعة في اللوحة، لا يملّ منها المٌشاهِد، ولا تنكرها عيون المتلقين...

الفنان المبدع شارل خوري، تفوق في مهرجان جرش 2025، وكان بجدارة ممثل الحركة التشكيلية اللبنانية، وخير من يمثل بلاده، بعد أن بهر الجمهور، وصفق له الجميع، بما قدم من روائع تستحق الاقتناء في أرقى المتاحف الفنية.

هذا جانب بسيط من فنه، أردت أن أسلط عليه الضوء، من دون التطرق بإسهاب إلى سيرته الذاتية كفنان عربي لبناني يعيش الآن مرحلة النضوج الفني، لديه مخزون فكري عميق، يستخرج من خبرته التجريبية ما يستحق التصفيق والرعاية والاهتمام...

فنان لبنان شارل خوري «بيكاسو العرب»، بكل جدارة لك التحية يا صديقي...


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد