: آخر تحديث

قنبلة موقوتة

3
2
2

من المحزن أن نكتشف اليوم أن نصف أطفالنا تقريباً، ونصف شبابنا وكبارنا، يعانون من السمنة، أو أن أوزانهم فوق المعدل.

أرقام صادمة، لكنها تعكس طبيعة الحياة في الكويت، نوع الطعام، ازدحام المطاعم، وسهولة وصول الطعام، قلة الحركة لأسباب عدة، وقد يكون الطقس الحار معظم أشهر السنة عاملاً مساعداً، ولكنه ليس أساسياً.

إذا ما نظرنا إلى السمنة في الكويت، فهي ليست مجرد مشكلة صحية، بل قد تكون تهديداً لمستقبل المجتمع اقتصادياً وصحياً.

من الخطأ اعتبار السمنة مجرد مشكلة «شكل» أو «مظهر»، لأنها مشكلة صحة، وتأثير ذلك على المدى البعيد في المجتمع أو الدولة.

تخيلوا أن نصف أطفال الكويت مرشحون للإصابة بالسكري في سن مبكرة، أي نصف مستقبل الكويت، باعتبار هؤلاء الأطفال هم مستقبل الوطن، في خطر.

هذا الوضع يمكن تفاديه بإستراتيجية متعددة المحاور، ولكنها تصب في هدف واحد، إنقاذ الجيل الجديد بكثير من الوعي، إضافة إلى قرارات قوية وحازمة تصب في مصلحة الجيل القادم.

المطلوب قرارات دولة تضبط السوق والبيئة، وتستنهض وعي الأسرة، وتزرع العادات الصحية في أطفالها.

لابد من ضبط الوجبات السريعة، التي تُقدّم بلا ضوابط، مع تكثيف حصص الرياضة الفعلية في المدارس، من خلال مسؤوليات تتحملها الدولة والأسرة أيضاً.

بالفعل نحن نحتاج إلى ثورة صحية حقيقية، رغم اننا بدأنا نلمس أطرافها والحمدلله، مع رقابة إعلانات الأكل السريع للأطفال، ومحتوى مقاصف مدارسهم، للتركيز على الطعام الصحي فقط، والتركيز والاهتمام بمسارات المشي في كل المناطق، لتحفّز الناس أكثر على الحركة في كل فصول السنة قدر الإمكان.

أعيد وأكرر ان السمنة ليست «وزناً زائداً» فحسب، إنها وزر ثقيل يحمله جيل بأكمله، وإذا لم نتدارك الأمر، فسوف ندفع ثمنه كلنا.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد