عبدالله خلف
تفتقر المكتبة العربية إلى كُتب تبحث في مجالات علوم الفلك، رغم أن العرب كانوا روّاداً في هذا المجال، وكان أبرزهم: البيروني والبتاني والصوفي وابن يونس وابن الشاطر...
التقيت بالأخ عبدالوهاب الجاسم، رحمه الله، عضو مرصد العجيري، التابع للنادي العلمي، وهو من النادي العلمي وله اهتمامات في علم الفلك.
واكب وتابع التطورات والاكتشافات والمستجدات التي أُدخلت في هذا المجال في أعوام قريبة، نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجيا مع تقدّم غزو الفضاء والوصول إلى أبعاد واكتشافات ومعرفة بعض أسرار الكون.
وبحثت معه لكي تكون مادة علمية ومنهجاً دراسياً مع الأستاذ عبدالوهاب الجاسم، لنشر علوم المجموعة الشمسية، ووضعها بأسلوب مبسّط يستعرض كل المستجدات ويناسب الشباب في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فضلاً عن كون ذلك رافداً للثقافة وعقدنا العزم أن تكون سلسلة علمية متواصلة إن تجاوبت وزارة التربية وطبّقت الفكرة.
كان ذلك في مطلع عام 1990 وتكون (الشمس) في أول مركز للمجموعة الشمسية إحدى نجوم مجرة درب التبانة MILKY WAY أو السحب، كما كانت تسمى في الكويت من المهتمين في الفلك مع الدكتور صالح العجيري.
وكانت مشكلة مرصدي العجيري ومعرفي، ان دولة الكويت ليست مناسبة لإنشاء مرصد لأنها مبهرة في الإضاءة من مشاعل الغاز، وكثرة الإضاءة في أعمدة النور... من برج العقرب في الجنوب الى مجموعة (الناقة) في الشمال، إلى حركة الشمس داخل المجرة.
إن نجوم مجرتنا بما في ذلك الشمس تدور حول مركز المجرة بسرعات مختلفة. فالشمس تسير بسرعة 250 كيلومتراً في الثانية لتكتمل دورتها وتعود إلى مكانها الذي بدأت منه بعد 225 مليون سنة، وهي في حركتها هذه تحملنا معها وتحمل جميع توابعها من كواكب وأقمار وشُهب من دون أن نحس بذلك.
وهذا يعني أن الارض والكواكب الأخرى وأقمارها تنتمي إلى الشمس وتستمد منها النور والدفء ولولاها لما كانت هذه الحياة على سطح الأرض وتتدنى حرارة الأرض لما دون 200 درجة تحت الصفر المئوي.
والشمس جُرم كبير، إذا قارنته بالنجوم... نجدها مع طول قُطر الشمس 1.392.000 كيلومتر، هذا عند مقارنتها ببعض النجوم، نجد أن السّماك الرامح ARCTURUS من النجوم العملاقة الحُمر يفوقها في الحجم 22 ألف مرة وهذا النجم يُرى في أشهر الربيع ونجم العقرب (الإحَيمر) أكبر من شمسنا بأكثر من 23 مليون مرة.
لا يستطيع العقل الإنساني إدراكه.
هذه الدقة الحسابية خلقها الله تعالى وان اختلّت اضطرب الكون وزُلزلت الأرض وبعض الكواكب... ولو فرضنا أن الأرض في أبعد نقصة لها عن الشمس فإن المسافة تكون بينهما 152 مليون كيلومتر.