: آخر تحديث

آباء من...

5
2
5

سارة النومس

عبثاً تحاول مسلسلات وبرامج والوثائقية، وضع حل مثالي للعنف الأسري... لكنّ هناك عنصراً استطاع أن يؤثر إيجابياً ولو بالقليل، فقد استطاعت العائلات المثالية الشهيرة في التواصل الاجتماعي أن تضفي لمستها على الأطفال والأمهات بشكل خاص في المنزل.

لقد أصبحت مثالاً يحتذى، فتكثر النصائح والتوصيات عن كيفية تربية الأطفال بالطريقة المثالية والاهتمام في المنزل ورعاية الصحة النفسية والجسدية للمرأة، لذلك تصاب العديد من النساء بالإحباط عند أي فضيحة عنف أسري تتعلق بتلك العوائل الشهيرة في التواصل الاجتماعي.

ينكر من يعيش في بيئة أسرية متوازنة، أن البعض يعاني من العنف الأسري، بقوله أحياناً «هذه مبالغة».

ويعتقدون أن طرح تلك المسائل، يسيء إلى المجتمع، وأنه يجب علينا إنكارها وإخفاؤها حتى وإن كانت على حساب ضحايا لم يجدوا أفراداً أو جهات تسمعهم وتعينهم، رغم وجود العديد من الجهات التي تساعد الضحايا... لكن تلك المساعدات لا تعتبر الدواء وإنما كالمخدر فقط.

الاختصاصيون النفسيون وعائلات الضحايا والصحافيون، ربما هم من أكثر الناس الذين يواجهون القصص الغريبة ومصائب العنف الأسري.

مواطنة مطلقة، تعاني من العنف الأسري منذ طفولتها، من أب يدمن على الشراب ولا يستطيع تركه، وأم استغلت ابنتها مادياً، بأخذ قرض بعد أن عطرتها بكلمات الحب والعطف والوعود الكذابة...

هربت الفتاة من البيت وطلبت العون من والدها الذي رحب بها صباحاً، بحب وشفقة، وهربت مساء، عندما شاهدت وجهاً مغايراً وذئباً غادراً.

لم يستطع أحد مساعدتها... فالجميع منشغلون بحياتهم والتزاماتهم وليسوا على استعداد لاستقبال حالة إنسانية وان كانت من الأقارب.

عانت الفتاة وهي تبحث عن مأوى لها، وغالبية أصحاب الشقق السكنية ترفض إسكان فتاة وحدها، وإن كانت ظروفها المعيشية قاسية.

لقد سمعت قصصاً كثيرة لفتيات وشبان يعانون من العنف الأسري الزائد عن اللزوم، بل لوقاحة البعض من الآباء، التهديد (بالدعاء على الابن)، وأن الله سينصر، الأم أو الأب وإن كانوا عاقين لأبنائهم، وبعيدين عن الله في تربيتهم السيئة.

علينا جميعاً كأفراد ومؤسسات وغيرها، أن نحاول قدر الإمكان إنقاذ الضحايا، وإن كانوا فئات قليلة جداً، وذلك قبل فوات الآوان... فهم من سينجبون أجيال المستقبل، وعلينا أن نحميهم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد