: آخر تحديث

الناس.. بوصلة قلب محمد بن راشد

7
5
5

رائد برقاوي

لا يكتمل أي إنجاز أو نجاح حكومي إلا بالناس، بمعرفة ماذا يريدون، بتذليل العقبات التي تواجههم، بالاستماع إلى مطالبهم، بالتفاعل الدائم مع مشاكلهم، بالشعور بآمالهم وأحلامهم، ولن يتحقق كل ذلك لحكومة أو قائد إلا بالانخراط في قلب الناس، والتواجد بينهم، والحياة وسطهم، وهذا الانخراط سيؤدي حتماً إلى محبة متبادلة بين الناس وقائدهم.هذه حقائق أفكر فيها كلما رأيت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يزور هذا المكان أو ذاك، واكتشفت أن المحبة المتبادلة بين سموه والناس، والتي بنيت على مدار عقود ولأسباب عدة من أهم دروس الشيخ محمد في العمل والقيادة، ومن أبرز عوامل الطفرات المتلاحقة التي تحققها دبي في ميادين عدة، فالنجاح في النهاية عملية طويلة تقتضي التلاحم بين القائد والبشر الذين يعمل من أجلهم.على مدار العام، وتحديداً في الصيف، يتفقد الشيخ محمد بن راشد مختلف مرافق دبي، ومشاريعها الحيوية النابضة بالحياة، القائمة منها وتلك التي في طريقها للإنجاز، ويتجول في أسواقها القديمة والجديدة، ويستقل المترو، ويتفاعل مع الناس، ويزور الأماكن الحيوية من موانئ ومطارات، ويتابع بنفسه العمل والخدمات في المؤسسات المختلفة التي يتعامل معها سكان دبي.لا تتفاجأ إن صادفته في مكان عام لا يخطر لك على بال، أو رأيته يقود سيارته إلى جوارك منتظراً إشارة المرور كما تفعل أنت، ففي دبي لا استثناءات، والكل: قائد ومواطن ومقيم، إلى جوار بعضهم البعض، من دون تمييز أو تعقيدات أو بيروقراطية، إنها إمارة المساواة في بلد العدل والقانون، دولة الإمارات العربية المتحدة.يرغب الشيخ محمد في أن يتابع أثر العمل على أرض الواقع، وأن يعاين نتائج الفعل بعينيه، وأن يستمع إلى الجميع، في تفاعل مباشر مع رجع الصدى، يتعرف إلى مشاكل الناس ويفرح معهم، ويسعد بسعادتهم، لا فرق عنده بين مواطن ومقيم وزائر، فكلهم أبناء الإمارات أو كلهم أبناؤه على وجه الدقة.ينهل الشيخ محمد من موروث عربي أصيل، فتواضع القائد وتواجده على مدار الساعة تقاليد راسخة استوعبها سموه واستثمر فيها، والقارئ لكتبه يعرف أنه تعلم تلك التقاليد من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ومن والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد. في هذا الموروث لا حواجز أو مسافات أو إجراءات معقدة بين القائد والشعب أو الحاكم والمحكوم، هناك بساطة وعفوية وتلقائية تحكم تلك العلاقة.ينبض قلب محمد بن راشد بحب الناس، يتجلى ذلك واضحاً في كل مبادراته الخدمية التي لا هم لها إلا البشر وتحسين أحوالهم وظروفهم المعيشية، أطلق سموه مبادرة صناع الأمل التي تحتفي بنماذج فارقة قدمت يد العون هنا أو هناك، زرعت ابتسامة أو خففت ألماً، حتى بات اسمه مرتبطاً بالأمل، وهو أبرز القيم الإنسانية التي تتجاوز المحن وتنتصر على العقبات، أنشأ المترو، وهل كنا نتوقع أن يكون في دبي منذ سنوات قليلة مثل هذه الوسيلة التي تخفف زحام المواصلات، ولكنه نبض الناس الذي كان وراء هذا المشروع، أيضاً هناك مؤسسات خيرية عدة ومبادرات هدفها الأول البشر.ينبض قلب محمد بن راشد بحب الناس، هو منهم ولهم، اليوم نراه يوجه بعلاج طفل أو طفلة، وغداً يحتفي بمتفوق أو مبتكر، أو يكرم صاحب اختراع أو إنجاز، يود في الحقيقة لو تواجد مع كل إنسان، يشاركه في نجاحه أو يخفف عنه مصاب ألم به، أو يذلل من طريقه عائقاً ما.محبة الناس رفيقة قلب ودرب محمد بن راشد القائد والإنسان، على مستوى الحكم عمل بدأب وجهد لكي يصل إلى حكومة الرفاهية في دولة الاتحاد التي تفعل ما في وسعها من أجل جمهورها، وهي بالفعل أنجزت ونجحت، ولكن طموح القائد لا يتوقف وهو يستهدف الرقم واحد، ولا يرضى بالثغرات حتى ولو كانت ضئيلة ومتوارية، فأنشأ مؤشرات للعمل الحكومي ووسائل تقويم دورية للجهات والهيئات المختلفة، ونزل بنفسه إلى المؤسسات والشوارع والمشروعات والميادين ليسمع ويعرف، وعلى مستوى العمل الإنساني لم يترك مجالاً إلا اجتهد فيه بدأب، وقدم للجميع يداً ممدودة بالأمل والخير.أحب الشيخ محمد بن راشد الناس، وعمل من أجلهم، وفكر في سبل إسعادهم، فبادلوه حباً بحب، ومشى بينهم بكل تواضع وبساطة بلا حواجز، فهو الحاكم العادل تسبقه ابتسامته المرحبة، ونظراته المطمئنة للجميع تحمل رسالة طمأنينة مؤداها: «الإمارات وطن الجميع». أما لسان حاله فيقول «أنتم في قلبي قبل عيني».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد