: آخر تحديث

العلم في عالَمنا مستهدف

7
6
5

موسى بهبهاني

هذه الحضارات التي نراها اليوم أمامنا لم تزدهر ولم تنتقل من عالم إلى آخر إلا بسبب العلم والعلماء.

فالعالم الذي يعمل بإخلاص ويراعي الحرام والحلال ولديه هدف نبيل لتقديم ما به منفعة للإنسان بالتأكيد سينال الحسنات في الدنيا والآخرة، إنما إذا كان العلم دون ذلك فبالتأكيد سيعود عليه بالسلب.

فالعلم مصباح مضيء يخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية ومن الحيرة إلى الرشد.

ذكر ذلك المولى عزوجل في كتابه: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»

وجاء في الحديث: (إن العلماء ورثة الأنبياء).

فالعلم مكرمة من المولى عزوجل للإنسان، والعلم يفضل على المال حيث إن المال ينقص بالإنفاق، والعلم يزيد بالإنفاق، والمال يحتاج صاحبه إلى حراسته على عكس العلم يحرس صاحبه من الجهل والخرافات والمهالك.

والعلم شرط لنهضة الحضارات والأمم من خلال استغلال تلك المعرفة في شتى المجالات الصناعية والاقتصادية والعلمية والطبية والذكاء الاصطناعي.

العلم إمّا أن يسخر للتطور وأمن وأمان الشعوب والأمم، وإمّا أن يسخر لدمارها، واليوم المشاهد أمامنا كثيرة... نرى أن الحروب دمرت الشعوب والأمم والحضارات واستهدفت دولاً عدة في العالم، وللأسف يكون ضحاياها من المدنيين الأبرياء الأطفال والنساء.

ولكن إذا سخّر الإنسان العلم وجعله وسيلة للتطور والازدهار والنهوض بالأمم فبالتأكيد سوف يغير العالم للأفضل ولكن بشرطها وشروطها، وللاستخدام المحمود في شتى العلوم المختلفة.

هل العلم مستهدف؟

في العالم الثالث هناك جهات خارجية تستهدف العلم والعلماء، قاموا باسم الحريات بتفتيت المجتمعات!

استهدفوا الشباب وأشغلوهم بالتوافه من الأمور والصراعات باستخدام السوشيل ميديا التي خطفت الأنظار وأثرت على الحياة اليومية.

في الماضي القريب كانت المجالس تُقام لطلبة العلم، وكان العلماء يُحترمون ويُستشارون في أدق شؤون الحياة، أصبح الكثير من الناس اليوم ينهلون المعلومات السطحية من هواتفهم دون تمييز بين الحق والباطل، ودون تمييز بين العالم والجاهل.

لقد تراجعت مكانة العلم والعلماء وبات الناس يفضلون المعلومة السريعة على البحث العميق، مما أدى إلى تهميش العلم وأصبح من يملك متابعين أكثر يُعتبر «خبيراً»، ولو كان بلا علم أو تجربة لم يعد يُنظر إلى العلماء كمرجعية أخلاقية وفكرية، بل يُستبدلون بمؤثرين على منصات التواصل.

نحن اليوم على المحك وخاصة في دولتنا الحبيبة، وأخص بالذات وزارة التربية، وهذه رسالة للسيد الوزير المعني بالأمر، يجب أن نقوم بتعديل المناهج التي تعطى لأبنائنا، فقد أصبحت المناهج عبئاً على أبنائنا ويجب أن ننظر بعين الصواب ونتخذ طابعاً علمياً لتكون المناهج مفيدة للأبناء.

فالهدف من العلم التعلم وليس الحفظ.

جاء في الأثر: (علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل).

وهي تُشير إلى أهمية تعليم الأطفال مهارات عدة، يتم بها البناء السليم للإنسان.

فالإنسان يحتاج إلى ثلاث ركائز ليكون فاعلاً في المجتمع وهي:

العقل - القوة - العلم.

لنتخذ عبرة من الأحداث المحورية التي مررنا بها مثل الغزو الغاشم، فمن يحمي الوطن هم أبناؤه المواطنون، فهم سور الوطن وركيزة حمايته والحفاظ عليه.

وشاهدنا خلال فترة الغزو الغاشم، عندما غادرت جميع القوى العاملة الأجنبية البلاد خوفاً من الخطر على سلامتهم، فكان أنّ من قام بإدارة الوطن هم أبناؤه البررة، ولذلك يجب غرس تلك المبادئ والخصال في أبنائنا كي ننمي عقولهم وأبدانهم من خلال وضع برامج وأسس نافعة لبناء المواطن الصالح.

ومن المواضيع التي يجب أن تضاف على المناهج الدراسية:

1/ إضافة المواد المهنية التي تنمي الفكر والإبداع مثل:

(ورش العمل الفنية - الإلكترونيات - الكهرباء - النجارة - الميكانيك - المعادن - الخزف - الحدادة...) فتلك الورش تنمي مهارات أبنائنا بأعمال مفيدة بدلاً من الفراغ والإدمان على أجهزة التواصل.

2/ إعادة الحركة الكشفية، ففي السابق كانت الكويت من الدول الرائدة في استقطاب الطلبة ناهيك عن المشاركات الدولية الفاعلة.

3/ الاهتمام بمراكز الشباب وإعادة تجهيزها لاستقطاب الأبناء.

4/ إعادة مادة «الفتوة» في المدارس للشباب والتي عن طريقها يتعلم الأبناء كيفية الدفاع عن الوطن فالركيزة الأولى للدفاع عن الوطن هم أبناؤه.

5/ إعادة فتح المكتبات العامة فالقراءة مفتاح العلم، وللأسف نجد أن الجيل الحالي لا يقرأ بل نجده يعتمد على أجهزة الحاسوب لكتابة الأبحاث، مجرد طباعة فقط ودون فهم، ففي السابق كنا نرتاد المكتبة العامة ونبحث لساعات في مصادر عدة لكتابة بحث من صفحتين وبفهم تام.

قال المولى عزوجل «أقرأ...».

المولى عزوجل يدعو الإنسان للقراءة فهي أساس المعرفة وهناك العديد من الأحاديث النبوية تطالبنا بالإقبال على العلم والقراءة.

والأهم هو دور الأسرة في متابعة الأبناء والقيام بالعمل على تقنين تعلق الأطفال بالأجهزة الذكية التي تدمر ولا تنمي المهارات.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد