: آخر تحديث

من الرياض يُصنع السلام

1
1
1

خالد بن حمد المالك

من الرياض، حيث الحكمة، والوسطية، ومصدر الإلهام للسلام، وحيث يشع الأمل في استقرار العالم، وتنطلق منها المبادرات، ويعلو صوت الأمل الذي يزيل التوتر بين دول العالم، ويحرص على الوئام والتفاهم، وبناء أفضل العلاقات بين الشعوب، بعيداً عن الحروب، والصراعات، والقتال، والخصومات، والأزمات التي لا فائدة لأحد منها.

* *

من الرياض، ومع كل يوم، هناك حدث سار يأتي منها، تصل أخباره لكل دول العالم، وتستقبله كل الشعوب بالفرح الغامر، وبالشكر لمصدره، تثميناً لمواقف الرياض، وتدخلاتها في الأوقات المناسبة، وحضورها الذي لا يغيب مع ظهور ما يعكّر العلاقات بين الدول، ليكون العلاج، والبلسم للجراح من عاصمة المملكة.

* *

كتبنا أمس عن زيارة الرئيس ترامب للرياض، عن لقائه بالأمير محمد، عن النتائج المبهرة التي توصل إليها القائدان الكبيران، عن المفاجآت السارة التي وصل صداها لكل أصقاع الدنيا، وعن الأجواء التي سادت المباحثات، وهيأت لأخذ سلسلة من القرارات المهمة بأكثر مما كان متوقعاً ومنتظراً، بفضل حكمة القائدين، وبُعد نظرهما.

* *

وفي اليوم الثاني من الزيارة، كان اجتماع الرئيس الأمريكي بقادة دول مجلس التعاون، أو من يمثلهم، وفيه كانت كلمات الأمير محمد والرئيس ترامب وبقية الدول تتهادى، حيث التوافق مع ضيف الرياض في مواجهة التحديات وهزيمتها، وتحويل المنطقة من إغراقها بالمشكلات إلى إيجاد الحلول لها.

* *

ولا يغيب عن الذهن انعكاس عقد القمة الخليجية الأمريكية، على نجاح رؤية الملك سلمان لتعزيز العمل الخليجي المشترك في تفعيل الشراكات الدولية الاستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إقليمياً ودولياً، بما يدعم التطور المستمر للقدرات الاستراتيجية لمنظومة مجلس التعاون، خاصة وأن الشراكة مع أمريكا ترتكز مع دول الخليج على روابط تاريخية، ومصالح مشتركة، وإيمان بالعمل على أمن واستقرار المنطقة.

* *

وهناك تطور ملحوظ في العلاقات الأمريكية بدول المجلس، فقد عقدت خمس قمم مشتركة، إضافة إلى ما عقد على المستوى الوزاري، بهدف حوكمة جهود تطوير الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وبينها التعاون الدفاعي المشترك، باعتباره أحد أبرز مجالات التعاون المحوري بين الجانبين.

* *

في افتتاح هذه القمة، كانت الكلمة الأولى للأمير محمد بن سلمان، وضمن ما قاله سموه: إن العلاقات التاريخية مع أمريكا نمت وتطورت خلال العقود الماضية لتصبح نموذجاً للتعاون المشترك، وأن عقد هذه القمة يؤكد حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقاتنا، وتوسيع شراكاتنا الاستراتيجية، وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا.

* *

يضيف الأمير، أن دول المجلس تشارك أمريكا إيمانها بأهمية الشراكة الاقتصادية، والتعاون التجاري، وأن أمريكا شريك تجاري واستثماري رئيسي لدولنا، وأن المستقبل الذي نتطلع إليه يتحقق من خلال أهداف التنمية المستدامة، وهذا يتطلب وجود بيئة مستقرة آمنة، مع إدراكنا لحجم التحديات التي تواجهنا.

* *

وتحدث ولي العهد عن هذه التحديات، ومنها أهمية وقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، والقرارات ذات الصلة، بما يحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة، وتشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، والوصول إلى حل شامل في اليمن، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ووقف إطلاق النار في السودان، وإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والمحافظة على سيادة لبنان.

* *

وكما تحدث الأمير محمد بن سلمان، فقد تحدث الرئيس ترامب، ومثله قادة الكويت والبحرين وسلطنة عُمان، وتضمنت الكلمات تفاعلاً للتوسع مع أمريكا في مجال الاستثمارات، والترحيب بمساندة الولايات المتحدة للاستقرار في المنطقة، لكن الرئيس الأمريكي لم يقدم أمام القمة أي مبادرة جديدة لإيقاف القتال في غزة، وتبادل إطلاق الرهائن، والذهاب إلى قيام الدولة الفلسطينية، لكن تبقى الرياض مصدراً للسلام وإن تأخر .


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد