: آخر تحديث

موازين الحرب لصالح العدو

3
3
4

خالد بن حمد المالك

تواصل إسرائيل غاراتها على سوريا باعتداءات من طرف واحد، وحجتها في ذلك التخوّف من أن تُستخدم القدرات العسكرية في سوريا ضد أمن واستقرار إسرائيل في المستقبل، وهو تخوّف مبني على الظن، إذ إن الرئيس السوري وقبل الاعتداءات الإسرائيلية أعلن صراحة بأن سوريا ليست في وارد القيام بحروب مستقبلية.

* *

إسرائيل تفعل في لبنان كما تفعل في سوريا متذرعة بأن حزب الله لا يزال يملك قوة تهدِّد أمن إسرائيل، مع أن هذا الحزب وقع على اتفاق يتخلَّص بموجبه من سلاحه، كما وافق على أن يكون الجيش هو الوحيد الذي يتواجد على الحدود مع إسرائيل، أي أنه استسلم للهزيمة، بما لا داعي للإضرار بلبنان، فيما أن حزب الله لا يملك حتى التأخير في التخلي عن سلاحه.

* *

الأدهى والأمر أن إسرائيل احتلت أراضي جديدة في كل من سوريا ولبنان، مستفيدة من التطورات المستجدة التي أفرزتها حرب أكتوبر، والدعم الأمريكي الأوروبي غير المحدود في عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، ما جعل التفوق يتجه لها في حرب إبادة مارستها في قطاع غزة أمام أنظار العالم دون أن يمنعها حتى صدور أحكام جنائية ضدها.

* *

إسرائيل استثمرت انتصاراتها في التوسع بضم أراض في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان إلى دولة إسرائيل، وإن كان ما تم إعلانها عنه أن هذا الاحتلال يتم دون تحديد موعد للانسحاب منه، أي أن الضم رسمياً يتم بالتدريج كما حدث في الجولان السورية، والقدس، ولا توجد قوة أو مساندة دولية لمنع إسرائيل من التوسع على حساب أراضي جيرانها.

* *

وضمن خطة إسرائيل لتقزيم قدرات الدول العربية المجاورة فقد بدأت بالتحرّش بمصر، ووضعت قدراتها العسكرية على طاولة النظر فيها، بادّعاء أنها تشكِّل خطورة على إسرائيل، وأن وجود أي قوة في سيناء لحماية الأراضي المصرية هو بمثابة التهديد لأمن إسرائيل، وهو ما يعني أن السياسة الإسرائيلية تقوم على إضعاف الدول المجاورة من أن تملك أي قوة عسكرية حتى ولو كانت متواضعة لحماية حدودها، لتكون إسرائيل هي المهيمنة عسكرياً.

* *

المنطقة في حالة خطر يتصاعد يوماً بعد آخر، ويُخطط له (ربما!) في أمريكا، وينفذ من إسرائيل ولكن بدعم أمريكي غير مسبوق، والنوايا الأمريكية الإسرائيلية واضحة، ولا غموض فيها، فهناك أطماع وعنصرية وحقد، وحقوق يراد أن يُحرم منها أصحابها، في زمن ضعف فيه العرب والمسلمون، وأصبحت السيادة والقوة بأكثر مما كانت بأيدي غيرهم، ما لم يتغيَّروا ويغيِّروا من حال الخلافات والانقسامات فيما بينهم إلى وحدة الصف والمصير الواحد.

* *

أصبحت سوريا ولبنان وحماس، تكتفي بالاحتجاجات الكلامية، والبيانات التي لا تلقي إسرائيل بالاً لها، والعالم أمام جرائم ترتكبها إسرائيل يومياً دون إنكارها، أو أخذ قرارات دولية تُلزمها بإيقافها ومعاقبتها، وها هو نتنياهو يزور أمريكا للمرة الثانية خلال أقل من شهر للقاء الرئيس ترامب والتنسيق معه لزيادة الضغط والاستمرار في العدوان، وهذا قدر لبنان وسوريا وحماس لأنهم الطرف الأضعف في حرب لا قدرة لهم على مواجهتها، وأمام مصير ربما غير خريطة هذا الجزء من المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد