خالد السليمان
واصلت مؤشرات البطالة أرقامها الإيجابية بما يعكس أثر وإصلاحات رؤية 2030، ونجاح برامج ومبادرات دعم وتدريب الكفاءات الوطنية في تحسين واقع سوق العمل السعودي !
خلال السنوات الأخيرة، شهد سوق العمل السعودي تغيرات كبيرة، وانتقل من مرحلة واجه فيها ارتفاع معدلات البطالة إلى مرحلة تسجل انخفاضًا ملحوظًا في هذه النسب، وبحسب ما أظهرته نشرة سوق العمل للربع الرابع من 2024؛ وصل انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى 7%، وهو أدنى مستوى تاريخي، مع ارتفاع معدل المشاركة الاقتصادية للمواطنين إلى 51.1%، وهي أرقام تعكس الجهود المبذولة لتطوير سوق العمل وتعزيز فرص التوظيف !
ولو عدنا إلى الوراء وتحديدًا عام 2016، سنجد أن المملكة بدأت في تطبيق استراتيجيات تهدف إلى تغيير واقع سوق العمل ببرامج مثل «نطاقات» و«قوى»، إلى جانب التركيز على دعم القطاع الخاص ومبادرات تمكين المرأة، وهو ما ساهم في تحقيق تحول كبير، وجعلنا اليوم نرى انخفاض بطالة النساء السعوديات إلى 11.9%، وهي أدنى نسبة تاريخية، مع ارتفاع مشاركتهن في القوى العاملة إلى 36% !
كما أنَّ ارتفاع معدل المشتغلين بين السعوديين إلى 47.5%، بزيادة قدرها نقطة مئوية واحدة مقارنة بالعام السابق، يُعد مؤشرًا واضحًا على الأداء القوي والمتنامي لسوق العمل، وهو مؤشر على النجاح الملموس للسياسات والجهود التي استهدفت تهيئة بيئة عمل محفزة وداعمة، مع التركيز على تعزيز مشاركة المواطنين السعوديين في القطاعات الاقتصادية المختلفة !
يُظهر ذلك التزامًا بتحقيق أهداف رؤية 2030؛ التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط من خلال تمكين المواطنين وتوسيع دورهم الاقتصادي، ومع استمرار هذه الجهود المنسقة، يُتوقع أن يشهد سوق العمل مزيدًا من الاستقرار والنمو في السنوات القادمة بما يساهم بالتبعية في تحسين جودة الحياة ورفع مستوى المعيشة للمواطنين، ويُعزز الثقة في الاقتصاد الوطني ليكون سوق العمل ليس فقط أداة لتوفير الوظائف، بل منصة داعمة لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، ويرسِّخ مكانة المملكة كقوة اقتصادية متجددة ومتميزة في المنطقة والعالم !