لقد جرحت مشاعري "you hurt my feelings" فيلم أميركي للمخرجة والكاتبة نيكول هالفسنر، وهو فيلم بسيط عن العلاقات الإنسانية، وهذا النوع من الأفلام هو الذي يأسرني، وسط كل هذا الضجيج من الأفلام الهوليوودية من الأبطال الخارقين إلى الخيال العلمي وأفلام الحركة الصاخبة، أبحث عن فيلم هادئ، فيلم يتحدث بسخرية وفهم عن علاقة بين رجل وزوجته، ربما ما شدني في البداية للمشاهدة أن الشخصية التي يبنى عليها الفيلم هو لكاتبة، يرضي غروري أن أشاهد فيلما يظهر المعاناة التي يخوضها الكتاب، أشاهد جوليا لويس دريفوس وهي تعاني من إقناع الناشر بكتابها ثم تغيير الوكيل لوكيل آخر يؤمن أكثر بعملها، كل هذه أمور جعلتني أشعر بالألفة ووضعت الفيلم في خانة الإعجاب، لكن، هناك أمور أخرى تدعوك للإعجاب به بعيدا عن كونه يمس مسألة خاصة بالمهنة التي تنتمي إليها، هناك أمور أعمق ينتمي لها كل البشر، هو هذه العلاقة الحميمية بين الزوجة وزوجها، حميمية بمعنى، الحب والاحترام، وهل تشعر أن الشخص الذي يحبك لابد أن يحب عملك، وإذا لم يحبه هل تشعر بالخيانة، هل تشعر بأنه لا يحترمك.
مسألة حساسة جدا، لكن الذين يعملون في الأعمال الإبداعية يواجهونها دائما، والكارثة أن كل المجاملات التي يتلقاها الشخص مبنية على هذا الأساس، إذا أخبرت الشخص أن عمله لا يعجبني فكأنني أقول له أنا لا أحترمك، وهي مسألة لا علاقة لها بالاحترام أو حتى الحب، هذا ما أنا متأكدة منه، لأن هناك العديد من الأصدقاء الذين لا أحب أعمالهم الإبداعية لكنني أحبهم، وأقدّرهم وأحترمهم، بل وأحترم تجربتهم. لكن الأمر يرجع للذائقة، لذلك، ومنعا لكل الحرج والخلط، تضطر إلى المجاملة أو الكذب، كي لا تفقد شخصا تحبه في حياتك. ولأنه لديك أنت نفس الشعور، أنت أيضا تريد من الشخص الذي يحبك أن يحب عملك، هل فهمتم لماذا أعجبني الفيلم، لأنه يتحدث عن هذه المشكلة التي تبدو صغيرة، لكنني أعرف أننا جميعا نعاني منها.
الخلاصة؛ أن الفيلم بشكل جميل وهادئ وبسيط يعالج هذه المسألة، يعالج الفيلم أيضا مسائل أخرى، مثل، هل تحب عملك ومدى اقتناعك به، هل أنت جيد كفاية، هل تعرف ذلك، أسئلة وجودية مهمة، لكن، هل لديك القدرة على مواجهة نفسك، الاعتراف لنفسك على الأقل بمدى جودتك، أو لو كنت جيدا لكنك لست مقتنعا بأهمية ما تقوم به، أو أنك تقوم به من باب العادة فقط، ليس لإيمانك بما تفعل. أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم، من خلال أبطاله والمهن التي يقومون بها، طبيب نفسي، مصممة ديكور، ممثل، والكاتبة وابنها الذي يحاول أن يكتب مسرحية.
عرض سريع لفيلم كوميدي درامي يعبر عن ذائقتي في الأفلام.