: آخر تحديث

يتوارى البدر.. ولكنه لا يغيب !

10
10
11

توارى بدر القوافي وذهب إلى جوار ربه بجسده، وبقي شعره إرثاً عظيماً لرجل عاش ورحل متواضعاً سمحاً خلوقاً جميلاً محباً محبوباً بين ملايين القارضين لشعره الجزل ومفرداته العذبة وروحه الحاضرة في كل شطر وصوته الذي وإن غاب الجسد سيظل يرن في أسماع محبيه ومعجبيه وجماهير امتدت في أقطار العالم العربي.

رحل طيب السجايا الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في الرابع من مايو الجاري، تاركاً إرثاً كبيراً من القصائد والنصوص الأدبية والدواوين الشعرية التي جمعت بين الغزل والفخر والرثاء والقصائد الوطنية والأوبريتات التي أضاءت فعاليات الجنادرية وأمسيات الشعر في المنطقة العربية، وتغنى بقصائده العاطفية أكبر الفنانين العرب مثل الفنان طلال مداح رحمه الله، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وكاظم الساهر، ونجاة الصغيرة، وصابر الرباعي، وأصالة، وغيرهم من كبار وأعمدة الفن في الخليج والوطن العربي.

لم يسبق أن شاهدت تظاهرة حزن - إن صح التعبير - كما شاهدتها هذه الأيام على فقيد الكلمة وساحات الشعر والأدب الأمير بدر بن عبدالمحسن، فجميع مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف تعج بصور البدر وتنعى رحيله بمشاعر صادقة، جياشة محبة لهذا الرجل القامة الشعرية العظيمة والفريدة التي لا يشبهها أحد ولا أظن أنه سيشبهها أحد يوماً ما، فالبدر ليس مجرد شاعر مرحلة بل صانع للشعر والفن معاً، فقد شكل بحرفه حركة شعرية ارتبطت بالفن في المملكة وأنتجت فناً رفيعاً جمع المفردة العذبة واللحن الأخاذ والأداء بحناجر قمم الفن العربي وعلى رأسهم فنان العرب محمد عبده، شفاه الله، وأعاده للساحة وللجمهور عاجلاً وهو على كل شيء قدير.

بدر بن عبدالمحسن أيقونة جمعت كل الجماليات، جمال الكلمة والمعنى والذوق والخلق، فكيف بالله عليكم أن ننسى هذا البدر وجماله يلفنا أينما ذهبنا، ففي سكوننا وفي طغيان مشاعرنا وفي كل حالاتنا تحاصرنا مفرداته مقترنة بمحياه الجميل ونبراته الآسرة وحرفه العذب، رحم الله البدر وأسكنه أعلى درجات الجنة، والعزاء الحار المقرون بالحزن والمحبة لأسرته الصغيرة، ولأسرة آل سعود كافة، فالخسارة كبيرة والوجع أكبر.. ولعل اقتسام الحزن بين ملايين القلوب المُحبة للبدر يخفف قليلاً من وطأته على قلوب أحبته وذويه، ولعل العزاء الأكبر لنا ولهم أن البدر توارى بجسده ولكنه لن يغيب بأثره وإرثه الأدبي الكبير وروحه الجميلة التي تستعصي على النسيان.

لابدها يا سعود بتغيب شمسي

‏ذي سنة رب الخلايق فرضها

‏ولعلها حريتي بعد حبسي

‏ولعلي ألقى عند ربي عوضها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد