يُعد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شخصية رائدة وحكيمة، استثمر حياته العامة في تحقيق رؤية طموحة لبناء دولة قوية ومزدهرة، فكلما تعمقنا في دراسة مساره المتميز نقف له إجلالاً واحتراماً، فما سهر الليالي مع الكتب إلا لنتعلم مما قدمه لنا الشيخ زايد بالممارسة على أرض الواقع، التي تحقق النتائج الفعالة. وفي هذا السياق يتضح توافق أفكاره وأفعاله مع مفهوم الأجايل، الذي يُعتبر نهجاً حديثاً لإدارة المشاريع، خاصة فيما يتعلق بشأن قيم التعاون، والتعلم المستمر، وتسليم القيمة المتكرر، والتفاعل مع التحديات والأزمات، والاستغلال الأمثل للتجارب السابقة.
لقد أكد القائد المؤسس أهمية تعليم أبناء الوطن تاريخ المنطقة حيث قال: «إن أبناءنا الخريجين يجب أن ندرس لهم تاريخ المنطقة، وتاريخ الآباء والأجداد، حتى يعرفوا ما كانت عليه بلادنا في الماضي، وكيف عانى الأجداد والآباء، وحتى لا يتصور الأبناء أن الرخاء الذي نحن فيه اليوم وجد من زمن بعيد»، وهذا يعكس وعي الشيخ زايد العميق بأهمية فهم الأصول وتحليل التاريخ في توجيه التطور الحديث، ويظهر هذا النهج استراتيجية تخطيطية تعتمد على التجارب السابقة، واستخلاص الدروس لضمان استمرار التقدم.
لقد شدد الوالد المؤسس على ضرورة الاستفادة من تجارب الماضي في جميع المشروعات المستقبلية، حيث قال: «يجب علينا أن نستفيد في كل مشروعاتنا المستقبلية من دروس الماضي. علينا أن نستفيد من كل دقائق التجربة، التي عشناها خلال الأعوام الماضية، وهي مرحلة ضرورية لنا، ولكن علينا الآن أن نخطط في ضوء التقدم، الذي تشهده البلاد في الأعوام المقبلة، وفي ضوء كل العوامل المحيطة»، كما يقول الشيخ زايد: «إن الذي يقرأ التاريخ ويتقنه ويستوعب خبرات من سبقوه يستفيد كثيراً من التجارب، التي مرت على الأجيال والبشر والإنسان، والذي لا يقرأ التاريخ لا يتعلم شيئاً. إن التطور والتعبير الذي حدث في بلادنا تم بفضل رضا الله، وإن الطريق الذي سلكناه وتبنيناه هو الذي أراده الله لنا سواء أردنا أو لم نرد. ولقد مرت علينا أحداث كنا لا نريدها، ولكننا اليوم أصبحنا فرحين وسعداء، والذي يتجاهل ماضيه لا يستفيد، ويعيش في غيب»، وهنا يُؤكد الشيخ زايد أن التطور والنجاح الحاصل في البلاد جاء نتيجة للتعلم من الماضي وتبني الخبرات، وهذا يعكس توجيهاً واضحاً نحو العمل الجماعي والتعاون والتفاعل المستمر لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة.
أكد القائد المؤسس ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، والاستفادة من الخبرات المتبادلة، حيث قال: «إن العرب لا ينقصهم شيء. إن لدى الدول العربية الموارد البشرية والطبيعية، لدينا المال والأرض وما بها من ثروات، والماء الذي يحولها إلى جنة خضراء. وواجبنا أن نتكاتف ليتحقق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، والاستفادة من تفاعل هذه العناصر والمقومات. لقد تعرضنا في البلاد العربية للأطماع، وواجبنا الآن أن نستفيد من دروس الماضي، ونحافظ على وحدة الصف العربي»، ويبرز هنا التوجه نحو تحقيق التضامن العربي والتعاون لمواجهة التحديات، وهذا يظهر استراتيجية تخطيطية موجهة نحو استغلال الموارد بشكل فعال وتعزيز التكامل الإقليمي.
يؤكد الوالد المؤسس أهمية استفادة العرب من الدروس والخبرات السابقة، حيث يقول: «أؤكد ضرورة أن يستفيد العرب من الدروس والعبر والخسارة التي ألمت بهم. إن الأمة العربية قوية بتآزرها، ومن الواجب أن يكون هناك إيمان بالموقف الواحد للأمة العربية، وعليها أن تكون على قلب واحد إذا كانت تريد التضامن والخير والعزة لنفسها»، ويعكس هذا التزام القائد الشيخ زايد بتحقيق التضامن والعزة، من خلال العمل المشترك والتفاهم المتبادل، بما يعكس روح القيادة الحديثة، التي تستند إلى التعلم المستمر، وتبني استراتيجيات مستدامة. كل المقولات القيمة للوالد الشيخ زايد، رحمه الله، تفيد أنه كان يستند إلى دروس الماضي في تخطيطه الاستراتيجي، وفي الوقت نفسه، كان يمتلك رؤية حديثة للإدارة الاستراتيجية، تتجاوز التحديات بقوة التكامل والتعاون.