: آخر تحديث

حديث الكويت

26
25
30
مواضيع ذات صلة

لم يكن حديثاً عابراً، بل كان حواراً كويتياً ساخناً في العاصمة البريطانية مع عدد من الأصدقاء الكويتيين من مختلف التخصصات ومن الجنسين، عن الظروف المعقدة والتحديات، التي تواجهها الكويت حكومةً وشعباً على المستويين السياسي والبرلماني خلال الآونة الأخيرة تحديداً.

فبدلا من حوار ودي في لندن عن جمال الطقس وحيوية الحياة وتنوع خيارات الترفيه، تحول الحوار إلى نقاش سياسي وتذمر حول الشأن الكويتي، الذي يزداد تعقيداً مع حركة عقارب الساعة.. نقاش عبارة عن حزمة أسئلة حائرة تبحث عن إجابة وتبرير!

لم يختلف خمسة مواطنين من أجيال مختلفة على سوء الإدارة الحكومية، بل فشل رئيس الحكومة صباح الخالد في تقديم نموذج مؤسسي للعمل الحكومي على شتى المستويات.

تباينت وجهات النظر، ولكن مجملها اتفق على أن فقدان الأمل في الإصلاح له تكلفة عالية على الدولة ككل.. نتمسك بالأمل، ولكن اضطراب الخطاب السياسي وتعثر العمل الحكومي والبرلماني أيضاً، يدفع نحو شيوع اليأس والإحباط.

تعددت وتنوعت المواقف والآراء، لكنها تلاقت عند محور مشترك، بل نقطة اتفاق، وهي أن الوضع العام في الكويت لا يحفز على التفاؤل لمختلف الأجيال، فالمخاوف تتعاظم من المبهم السياسي القادم!

طغى على الحوار تدافع في الرأي والحماس للبحث عن مأوى آخر غير الكويت.. البحث عن إقامة دائمة خارج الكويت بهدف التمتع بما بقي من العمر بعيداً عن المنغصات السياسية والاجتماعية.

قضايا المال العام والنزاعات القانونية واستمرار سجل المخالفات المالية والإدارية وطغيان الفساد في مفاصل الدولة، تغتال آمال أجيال اليوم والمستقبل، بل تئد الأمل في مستقبل زاهر وواعد.

امتد النقاش والتساؤل حول طبيعة الصلاحيات التنفيذية التي بقيت بيد رئيس الحكومة صباح الخالد، فقد تنازل طوعياً رئيس الوزراء عن صلاحيات الحكومة لمصلحة أفراد وجهات أخرى، مما يزيد المخاوف من القادم المعقد سياسياً والمبهم حكومياً وبرلمانياً.

انتهى الحوار على اضطراب قيادة صباح الخالد للحكومة واستسلامه طوعياً للغير من المؤثرين في قراراته، إلى درجة أننا لم نعد نلمح سمات مشتركة في أداء الشيخ صباح الخالد في حكومته الرابعة ومنذ الأولى!

ليس من الصواب أن يستمر رئيس الوزراء، صباح الخالد، في توجهاته بعيداً عن الرأي العام.. فثمة أجهزة ومؤسسات حكومية غير فاعلة في عملها، وفي تقديم رصد دقيق للمزاج العام وحالة التذمر التي تجتاح الدولة ككل منذ زمن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد