باريس: يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس والجمعة قاعدة جوية في الأردن للاحتفال بأعياد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في الخارج و"تسليط الضوء على التزام فرنسا الدائم بمكافحة الإرهاب"، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وفي خضم عاصفة سياسية تشهدها فرنسا، سيتحدث الرئيس ماكرون مساء الخميس إلى 350 جنديا فرنسيا في القاعدة ستتم دعوتهم إلى عشاء بمناسبة عيد الميلاد يعده طهاة الرئاسة الفرنسية.
وسيلتقي ماكرون بعد ظهر الخميس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي كان قد أجرى محادثات معه في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي خلال جولة في الشرق الأدنى والأوسط.
وقال الإليزيه في بيان إن هذا اللقاء سيشكل "فرصة للعودة إلى العمل المشترك بيننا وبين شركائنا الأردنيين فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والطبية للسكان المدنيين في قطاع غزة".
وستتوجه إلى عمان طائرتان فرنسيتان جديدتان تنقلان مساعدات إنسانية مخصصة للمدنيين في قطاع غزة (من المقرر وصول الأولى هذا الخميس والثانية في 26 كانون الأول/ديسمبر).
عشية مغادرته، ذكر ماكرون بالموقف الفرنسي بشأن النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس. وفي مقابلة مع قناة "فرانس 5"، قال ماكرون "لا يمكننا أن نسمح بترسيخ فكرة أن محاربة الإرهاب بشكل فعال يعني تدمير كل شيء في غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي والتسبب في سقوط ضحايا مدنيين".
وأضاف "لذلك ومع الاعتراف بحق إسرائيل في حماية نفسها مع محاربة الإرهاب، نطالب بحماية هؤلاء الأشخاص وبهدنة تؤدي إلى وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية".
يشكل الجنود الفرنسيون المنتشرون في الأردن جزءا من عملية "شمّال" التي تضم إلى الجنود المتمركزين في الأردن غلى جانب 250 جنديا فرنسيا في العراق وسوريا في إطار المشاركة الفرنسية في عملية "العزم الصلب" التي انطلقت في 2014 ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وتديرها الولايات المتحدة.
وكان مقتل ثلاثة جنود فرنسيين هذا الصيف في العراق - أحد أفراد القوات الخاصة أثناء العمليات، وجندي في حادث، وثالث خلال "تدريب عملياتي" - تذكيرا بأن فرنسا لا تزال منخرطة في المنطقة التي لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية ينشط فيها.
لكن "العملية تطورت وتركز حاليا على تقديم المشورة والمساعدة ومهام التسهيل لصالح القوات العراقية"، حسب الإليزيه الذي أوضح أن عدد الضربات المساندة للقوات العراقية أصبح اليوم "قليلا".
وتتمركز حاليا أربع طائرات رافال في الأردن.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية وأدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة، تزايدت هجمات المجموعات الموالية لإيران بشكل كبير في سوريا ضد القواعد الأميركية، مع ارتفاع حقيقي في المخاطر، وفقًا للخبراء الأمنيين.
هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الفرنسي قاعدة جوية موقتة في الخارج للقوات الجوية الفرنسية في عيد الميلاد.
وفي كانون الأول/ديسمبر من عام 2022، توجه إيمانويل ماكرون مع البحرية إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قبالة سواحل مصر.
وفي السنوات السابقة، سافر ماكرون عدة مرات إلى أفريقيا، إلى تشاد أو ساحل العاج حيث كان الجيش الفرنسي منخرطا بشكل كبير في الحرب ضد الإرهاب.
وبينما يزور الرئيس الفرنسي القاعدة الجوية في الأردن الجمعة سيغادر آخر الجنود الفرنسيين النيجر، كما أعلن النظام العسكري الحاكم في هذا البلد الواقع في منطقة الساحل، بعد أكثر من عشر سنوات على بدء مكافحة الجهاديين في البلاد.
وبعد طردها من مالي وبوركينا فاسو ثم النيجر من قبل المجالس العسكرية المعادية، أعيد انتشار القوات الفرنسية جزئيا في أوروبا الشرقية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.