فاليتا: يلتقي قادة تسع دول متوسطية في الاتحاد الأوروبي الجمعة في مالطا لتوحيد مواقفهم على صعيد الهجرة خصوصا، مستندين إلى توافق غير متوقع بين إيمانويل ماكرون وجورجيا ميلوني وعلى خلفية مفاوضات صعبة في بروكسل.
ويجري الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء الإيطالية لقاء مطلع بعد الظهر على هامش قمة ميد9 تنضم إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على ما افاد الوفد الفرنسي.
وأوضح المصدر أن اللقاء سيتمحور على "تطبيق خطة من عشر نقاط عرضته المفوضية الأوروبية للسماح للاتحاد الأوروبي بمواجهة تحدي الهجرة".
عُرضت خطة طوارئ لمساعدة إيطاليا خلال زيارة لفون دير لايين منتصف أيلول/سبتمبر لجزيرة لامبيدوسا التي يتدفق إليها عدد قياسي من المهاجرين. وبعد هدوء استمر أكثر من أسبوع وصلت أعداد إضافية منهم عبر البحر إلى لامبيدوسا الجمعة.
وأجرى الرئيس الفرنسي الذي يؤكد أنه تقدمي ومؤيد للوحدة الأوروبية ورئيسة الوزراء الإيطالية التي ترأس حكومة تعتبر وريثة الفاشية وانتخبت قبل سنة على أساس برنامج قومي، محادثات طويلة الثلاثاء في روما وبات لديهما "رؤية مشتركة لإدارة مسألة الهجرة".
والأحد، أشاد ماكرون بموقف ميلوني "التي تتحمل مسؤولياتها" بمنأى عن التوترات الفرنسية-الإيطالية الماضية بشأن هذه المسألة المتفجرة. وبمنأى أيضا عن "الاستجابة المبسطة والقومية" التي نسبها من دون أن يسميه إلى ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال أحد أسس الائتلاف الحكومي وحليف زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن.
وتأمل فرنسا من خلال هذا التوافق الذي يغلب المصلحة، أن توجه قمة ميد9 في فاليتا "رسالة واضحة" على أن الاستجابة يجب أن "تتم على المستوى الأوروبي".
وكانت ألمانيا أعطت الخميس في بروكسل الضوء الأخضر لفصل أساسي من ميثاق الهجرة الأوروبي كانت يعطل المفاوضات حول إصلاح نظام اللجوء في الدول الأعضاء. إلا أن روما أبدت بعض التحفظات مطالبة بمزيد من الوقت لدرس محتواه بالتفصيل.
"دور استراتيجي"
أدرجت مالطا بند الهجرة على جدول أعمال القمة الذي يتضمن أيضاً دعم أوكرانيا وتوسيع الاتحاد أو المسائل الاقتصادية قبل لقاءات مهمة للاتحاد الأوروبي في غرناطة في إسبانيا بعد أسبوع وفي بروكسل نهاية تشرين الأول/اكتوبر وفي كانون الأول/ديسمبر.
وأدرجت حكومة جزيرة مالطا الواقعة بين سواحل إيطاليا وشمال إفريقيا، ندوة حول العلاقات مع الجيران على "الضفة الجنوبية" للبحر المتوسط ومن بينها تونس وليبيا وهما بلدا عبور للمهاجرين. وينتظر الأوروبيون المزيد من الجهود من جانب هذه الدول لاحتواء عمليات المرور.
ويتوقع أن يتطرق قادة دول ميد9 التي تضم أيضا كرواتيا وقبرص وإسبانيا واليونان والبرتغال وسلوفينيا إلى انعدام الاستقرار في منطقة الساحل الذي قد يؤثر على دول شمال أفريقيا التي تشكل نقطة عبور للمهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وتدعو ميلوني التي تواجه منذ كانون الثاني/يناير تدفق المهاجرين بأعداد متنامية مقارنة بالعام 2022 رغم وعود التشدد، وماكرون إلى تعاون أوثق مع تونس رغم مخاوف المدافعين عن حقوق الإنسان حول ممارسات هذا البلد.
ويريد الثنائي الإيطالي-الفرنسي تشديد عمليات المراقبة الأوروبية في البحر.
وسيتناول قادة هذه الدول أيضا الكوارث الطبيعية التي تشكل تحديات إقليمية بعد زلزال مدمر في المغرب وفيضانات كاسحة في ليبيا.
وقالت فون دير لايين "لطالما اضطلعت مالطا بدور استراتيجي في المتوسط. وما من مكان أفضل لإجراء المحادثات المهمة المدرجة في إطار هذه القمة حول مستقبل المنطقة".