اسطنبول: دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد للضغط على الولايات المتحدة لحملها على وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يكون هناك أي اتفاق ما لم تقبل واشنطن بأن القطاع أرض فلسطينية.
عاد إردوغان من قمة السبت لدول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي استضافتها الرياض ودان القادة خلالها " عدوان" إسرائيل من دون الاتفاق على تدابير ملموسة ضدها.
وقال إردوغان لصحافيين أتراك على متن رحلته العائدة من الرياض "علينا عقد محادثات مع مصر ودول الخليج والضغط على الولايات المتحدة".
وأضاف "على الولايات المتحدة تكثيف ضغطها على إسرائيل. على الغرب أن يكثّف الضغط على إسرائيل.. من الضروري لنا أن نضمن وقفا لإطلاق النار".
ومن المقرر أن يزور إردوغان ألمانيا الجمعة كما يخطط للتوجّه إلى مصر واستضافة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الأسابيع المقبلة.
ولم يستبعد الرئيس التركي الذي لم يلتق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته أنقرة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، عقد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال "الولايات المتحدة هي الدولة الأهم التي ينبغي أن تتدخل، نظرا إلى تأثيرها على إسرائيل"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يتصل ببايدن.
وشدد إردوغان على وجوب أن تقبل الولايات المتحدة بأن غزة أرض فلسطينية.
وقال "لا يمكننا الاتفاق مع بايدن إذا تعامل (مع النزاع) باعتبار غزة أرضا للمستوطنين المحتلين أو لإسرائيل، بدلا من كونها أرض الشعب الفلسطيني".
انتقاد القصف
انتقدت تركيا بشدة حملة القصف المدمر والعملية البرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل أراضي الدولة العبرية.
أوقع هجوم حماس قرابة 1200 قتيل في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون قتلوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفق آخر أرقام للسلطات الإسرائيلية. وقتل 42 جنديا في قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 240 شخصا بينهم 30 طفلا على الأقل اقتيدوا رهائن الى قطاع غزة بعد الهجوم، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ومن الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11078 شخصا في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.
زيارة ألمانيا
من المقرر أن يلتقي إردوغان المستشار الألماني أولاف شولتس الأسبوع المقبل.
وتركيا مرشحة عمليا لعضوية الاتحاد الأوروبي، وإن كان ذلك يبدو احتمالا مستبعدا. وأدى وصف إردوغان لحماس على أنها حركة "تحرير" إلى توتر العلاقات مع بلدان التكتل التي تصنفها منظمة "إرهابية".
ويعد موقفه متناقضاً تماماً مع موقف برلين، الدولة الأكثر سكانا في الاتحاد الأوروبي.
وفي تقريره السنوي الأخير بشأن التقدّم الذي حققته الدول المرشحة للعضوية الصادر هذا الأسبوع، لفت الاتحاد الأوروبي إلى أن "خطاب (تركيا) الداعم لمجموعة حماس الإرهابية بعد هجماتها ضد إسرائيل.. لا يتوافق إطلاقا مع نهج الاتحاد الأوروبي".
وقال إردوغان إن "الاتحاد الأوروبي يفكّر تماما مثل إسرائيل في ما يتعلق بحماس. لكننا لا نفكر مثلهم".
وأضاف "أرى حماس كحزب سياسي فاز في الانتخابات في فلسطين. لا أرى الأمر بالطريقة التي يرونه فيها".
وكرر الرئيس التركي دعوته لمؤتمر دولي لحل النزاع وقال "لا وجود لما يخدم السلام أكثر من اجتماع لكافة اللاعبين الإقليميين بما في ذلك الطرفان المتحاربان".