ليست محاولات تخريب محطات الكهرباء في الأيام القليلة الماضية سوى مثال صارخ على رغبة جهات مغرضة في هزّ ثقة العراقيين بحكومتهم.
يعاني اكثر من أربعين مليون نسمة من انقطاعات للكهرباء تمتد في الظروف العادية لساعات لأسباب تتعلق بنقص امدادات الغاز من ايران والعقوبات الاميركية على طهران.
وفي وقتٍ تكافح فيه حكومة محمد شيّاع السوداني من أجل توفير الكهرباء للعراقيين في أشد الأوقات حرارة، تعمل القوى الظلامية على زيادة معاناة العراقيين غير عابئة بالجهود الحكومية ولا بانعكاس العواقب على الناس.
لقطة من عمليات التخريب المتعمد للكهرباء في العراق
عمليات تخريب
طالت آخر محاولات التخريب محطة البكر التحويلية الثانوية بمحافظة البصرة، حيث شبّ حريقٌ اثبتت التحقيقات انه متعمّد بهدف قطع الكهرباء في عموم العراق لعدة ساعات.
كما استُهدِفَت أبراج وخطوط نقل الطاقة بين محافظة صلاح الدين وحديثة، ما أدى الى انفصال الوحدات التوليدية بمحطات الإنتاج. وقبلها، طالت خطوط نقل الكهرباء في عدد من المناطق عدة استهدافات وأعمال تخريبية، كان آخرها التعرّض لخط في كركوك، بعبواتٍ ناسفة، ما أدى لتحديد أحمال المنظومة الكهربائية الشمالية.
حتى بغداد، لم تسلم من هذا التخريب الذي طال محطة كهرباء جميلة القديمة بمدينة الصدر شرق العاصمة.
إثارة النقمة
وقوع هذه الأعمال التخريبية بشكلٍ متزامن، وفي هذا التوقيت الحار الذي يحتاج فيه العراقيون للكهرباء، يدل على ان المدبرين لها يسعون الى إثارة نقمة المواطنين على الحكومة الحالية والخروج إلى الشارع وانتشار الفوضى.
هذا الكلام، يؤكده مصدر مطلع اعتذر عن كشف اسمه، مشيرًا إلى ان عمليات تخريب واسعة استهدفت المنشآت الحيوية في قطاع الكهرباء بغية إثارة نقمة المواطنين على الحكومة الحالية والقيام بتظاهرات ضدها.
ويذهب المصدر في قراءته للأحداث بان جهات سياسية قد تكون وراء عمليات التخريب المتعمدة.
حكومة السوداني بالمرصاد
هذه المكائد لا تنطلي على حكومة السوداني التي تقوم باصلاح الأعطال الناجمة عن عمليات التخريب سريعًا وسط جهود عالية لسدّ العجز في انتاج الكهرباء، والذي يصل الى نحو 6 آلاف ميغاواط يوميًا.
وتسعى الحكومة الى تحقيق فائض في انتاج الكهرباء في فترة وجيزة وفقا لاعلان وزارة الكهرباء التي تقول بان خطتها الجديدة تهدف لإضافة أكثر من 11 ألف ميغاواط للمنظومة الوطنية، ولن تعتمد على الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية.
مشروعات جديدة
وقد استبق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني فصل الصيف بافتتاح مشروعات جديدة، لتطوير ورفع كفاءة الوحدات الغازية، في يونيو\ حزيران بتشغيل 40 منظومة لتبريد الهواء الداخل للوحدات في 8 محطات في بغداد والمحافظات، وذلك بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية.
وجاءت تلك المشروعات ضمن عملية تطوير محطات الكهرباء في العراق بموجب عقود أبرمتها الوزارة مع سيمنس، ونفذتها الأيدي العاملة في شركات الإنتاج التابعة لوزارة الكهرباء.
ومن جهة أخرى تسعى حكومة السوداني الى تفعيل الربط الكهربائي مع كل السعودية والأردن ومصر في في خطة تهدف لتوفير الفين ميغاواط خلال السنوات الثلاث المقبلة.
الوعي المجتمعي
ان تخريب محطات الكهرباء في العراق هو مشكلة خطيرة اذ يتسبب في فقدان القدرة على توليد وتوزيع الكهرباء بشكل آمن وموثوق. ولا يخفي على احد انه، تاريخيًا، كانت هناك أحداث تخريب محطات الكهرباء في العراق بسبب النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية التي عاشتها البلاد.
ولهذا تعتبر حماية المرافق الحيوية مثل محطات الكهرباء ضرورة ملحة لضمان استمرارية توفير الخدمات الأساسية للمجتمع، وهو ما تعمل عليه الحكومة العراقية من خلال جهود مستمرة لتعزيز الأمن وحماية هذه المرافق من التخريب والاعتداءات لضمان استقرار البلاد ورفاهية مواطنيها.
وفي كل الأحوال سيستمر المخربون في اتلاف ما تبنيه الحكومة. ولكن الوعي المجتمعي للعراقيين باولويات المرحلة وما يتحقق على الأرض من تغيير ملموس في البنية التحتية والخدمات التي تعمل الحكومة الحالية بجد على تقديمها، لابد وان يقف حائلاً بين مطامع المخربين وتحقيق غاياتهم الشريرة.