إيلاف من لندن: بحث الاسد والسوداني الأحد تطوير علاقات بلديهما وخاصة في المجال الاقتصادي وبناء علاقة مؤسسية وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي ومواجهة الإرهاب والمخدرات.
وقالت الرئاسة السورية أن العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية إضافة إلى الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب كلها عناوين تركزت حولها مباحثات الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحضور الوفدين الرسميين السوري والعراقي.
وأضافت الرئاسة في بيان تابعته "ايلاف" أن الرئيس الأسد ورئيس الوزراء العراقي شددا على أن وقوف العراق وسوريا إلى جانب بعضهما في مختلف الظروف كانت ترجمة حقيقية للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين حيث أكدا على مواصلة تطوير هذه العلاقات على المستويين الرسمي والشعبي.
وأشارت الى أن الرئيس الأسد اعتبر أن هذه الزيارة فرصة لبناء علاقة مؤسسية وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي أن سوريا لها مكانة خاصة في قلوب كل العراقيين وأن الشعب العراقي يعتز بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرض لها.
الأسد: العراق كان صوتنا في المحافل الدولية
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني، أكد الأسد أن زيارة السوداني الى سوريا تشكل نقلة نوعية في إطار العلاقات الأخوية.
وقال إن "العلاقات بين البلدين عريقة ولدينا تاريخ طويل ومشترك مع العراق، حيث وقف الشعب العراقي إلى جانب الشعب السوري في معاناته"، مبيناً أن "العراق رفض منذ البداية جميع أنواع العدوان على سوريا".
وأضاف الأسد أن "العراق كان صوت سوريا حكومة وشعباً بالمحافل المختلفة كما رفض كل التبريرات التي وقفت ضد سوريا".. مشيراً إلى "وقفة العراق مع سوريا في محنة الزلزال وتقديمه العديد من المساعدات".
ونوه الأسد الى أن "الإرهاب من أهم التحديات التي نواجهها في المنطقة". وقال "تحدثنا مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن الوضع العربي وتحديات المنطقة"، معتبراً أن "الوضع العربي الآن في مرحلة إيجابية".
وأضاف "بحثنا أيضاً ملف مكافحة المخدرات، والعلاقات الاقتصادية وخطوات تعزيزها بين العراق وسوريا"، مشيراً الى أن زيارة السوداني تشكل نقلة نوعية وعملية في إطار العلاقات الأخوية"، كما شدد على أن "هوية العراق ستبقى عربية أصيلة".
الأسد مستقبلاً السوداني في القصر الرئاسي بدمشق الأحد 16 يوليو 2023 (رئاسة الحكومة)
تنسيق ثنائي لمحاربة المخدرات
ومن جانبه كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق مع الجانب السوري على إيجاد آليات تنسيق لمحاربة المخدرات. وأشار الى أن أبواب العراق مفتوحة للاستثمار.
وشدد على "ضرورة التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجه العراق وسوريا". وأضاف أن "الأمن والاستقرار بين البلدين عاملان يدفعان نحو مزيد من الترابط لمواجهة التحديات التي تواجه بلدينا".
وأوضح أن "مفتاح أمن المنطقة والاستقرار هو وضع اقتصادي جيد"، مؤكداً أن "أبواب العراق مفتوحة للاستثمار". واعتبر أن "البلدين يواجهان تحديات شح المياه ويجب التعاون لضمان الحصص المائية العادلة".
وأكد أن "العراق وسوريا اتفقا على إيجاد آليات للتنسيق لمواجهة المخدرات". ونوه الى أن "العراق عمل جاهداً على عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية".. معرباً عن "اعتزاز الشعب العراقي بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرض لها".
وجدد السوداني "رفض العراق للاحتلال الإسرائيلي".. مؤكداً "موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية".
وأوضحت الرئاسة السورية أنه "بمراسم استقبال رسمية في قصر الشعب، الرئيس بشار الأسد يستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي وصل إلى سوريا في زيارة رسمية على رأس وفد يضم الدكتور فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والسيد أثير سلمان وزير التجارة والفريق الركن قيس رحيمة نائب قائد العمليات المشتركة".
أول زيارة منذ 13 عاماً
ووصل السوداني الى دمشق في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً هي الأولى منذ 13 عاماً لرئيس حكومة عراقي، والأولى منذ قرار الجامعة العربية في أيار/ مايو 2023 باستئناف العلاقات العربية مع سوريا وإعادة مقعدها الى الجامعة.. إضافة الى مناقشة تعزيز العلاقات السياسية وتوسيع التبادل التجاري وأوضاع اللاجئين السوريين في شمال العراق.
شراكات تجارية وزراعية وثقافية
وفي الثاني من أيار/ مايو الماضي عقدت اللجنة السورية - العراقية المشتركة اجتماعها الحادي عشر في دمشق حيث ناقشت أوجه الشراكة الاقتصادية والتجارية والزراعية والاستثمارية والتعليمية.
يشار الى أن للعراق سفارة في دمشق وقنصلية في حلب ولسوريا سفارة في بغداد وقنصلية في النجف ومنذ وقوع الاضطرابات في سوريا عام 2011 وبعدها دخول تنظيم داعش الى سوريا والعراق عام 2014 فقد ارتفع عدد اللاجئين السوريين الى مناطق العراق الشمالية في إقليم كردستان الى حوالى ربع مليون لاجئ.