إيلاف من لندن: كشف العراق الخميس عن إعادته لثلاثة آلاف مقاتل لتنظيم داعش من سوريا ومحاكمة غالبيتهم واعادة خمسة آلاف شخص من مخيم الهول الى مناطقهم الأصلية.
جاء ذلك في كلمة العراق التي القاها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين اليوم في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش في العاصمة السعودية الرياض.
التصدي للعمليات الاستباقية لداعش
واشار الوزير العراقي الى ان القوات الأمنية العراقية تتابع العمليات الاستباقية والاستخبارية لملاحقـة بقايا عناصر عصابات داعش الإرهابية وخلاياها النائمة لمنعها من التخطيط والقيام بهجمات وحرمانها من الملاذات الآمنة وتجفيف مصادر تمويلها حيث أدت هذه الجهود إلى خفض مستوى الهجمات بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من هذا العام .
وقال أن الحكومة العراقية تعمل جاهدة على إنهاء ملف النزوح الداخلي وتم بالفعل إغلاق (148) مخيمـاً للنـازحين فيمـا تبقى مخيمـان فـي محـافظتي نينـوى والأنبـار و(26) مخيماً في إقليم كردستان .
ولفت المسؤول العراقي الى ان بلاده تتطلع إلى مساهمة الدول الأعضاء في موازنة العام 2023- 2024 لإكمال إنجاز المشاريع التي من شأنها إعادة الخدمات الأساسية والبنى التحتية وإعادة تأهيل المنازل في المناطق المحررة لتسهيل عودة ما تبقى من النازحين .
مخيم الهول
وأوضح حسين أن" الحكومة العراقيـة تولي اهتماماً خاصاً لمخيم الهـول وتمنحـه الأولوية".. مؤكدا" على ضرورة إيجاد حلّ حقيقي لهذه الأزمة التي تمثل تحديًا وتهديدا كامنا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
واكد اعادة العراق حوالي 1400 عائلـة، أي مـا يزيـد علـى خمسة آلاف شخص إلـى مركـز جدعـة للتأهيل النفسي والمجتمعي في محافظة نينوى الشمالية ودمج 680 أسرة في مناطقها الأصلية بعد خضوعها إلى برامج إعادة التأهيل في المركز المذكور.
وأكد أن "الحكومة العراقية قامت بإعادة حوالي 3000 آلاف مقاتل إرهابي عراقي محتجز في سوريا وقد تمت محاكمة غالبيتهم".
وكان الوزير العراقي قد وصل الى الرياض في وقت سابق اليوم حيث شارك اجتماع التحالف الدوليّ لمحاربة داعش بحضور ممثلي 85 دولة ومنظمة شريكة ممثّلة بوزراء الخارجيَّة وعدد من كبار المسؤولين والمهتمين .
القنبلة الموقوتة مخيم الهول
وتقول وزارة الهجرة العراقية ان مخيم الهول السوري لعائلات داعش يبعد 13 كم عن الحدود العراقية في شمال سوريا ويقطنه حوالي 60 الف نسمة وهناك في داخله من يثقف لتنظيم داعش.
ومخيم الهول السوري ليس بيد الحكومة هناك وانما يقع تحت مسؤولية قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد"، وتم إنشاؤه منذ عام 1991 وهو يضم 30 ألف عراقي بينهم 20 ألفاً من الاطفال".
وحذّر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في وقت سابق من أن أطفال مقاتلي داعش في مخيم الهول يشكلون "تهديدًا حقيقيا" إذا لم يتغيّر الوضع هناك.
ووصف خلال اجتماع مع وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بغداد استمرار وجود الأطفال في المخيم بأنه "قنبلة موقوتة" يمكن أن تشكل "تهديدا حقيقيا" إذا بقوا في ذلك المخيم المكتظ.
ومخيم الهول هو موطن للآلاف من زوجات مقاتلي تنظيم داعش وأطفالهم ويعيش فيه حوالي 59 الف و500 شخص نصفهم دون سن الثامنة عشرة.
وفي حين أن معظم سكان المخيم عراقيون وسوريون يستضيف المخيم أيضا أجانب يشتبه أن لهم صلات بداعش. وهناك أعمال عنف منظمة يشهدها المخيم تصل الى القتل بين الحين والاخر يُعزى إلى عناصر تنظيم داعش.
ويأوي مخيم الهول 8 آلاف و256 عائلة عراقية بعدد أفراد يبلغ 30 الفا و 738شخصا وقد أُنشئ في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال تحرير حرب الكويت ثم أُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.