إيلاف من لندن: دخل رئيس الوزراء العراقي في مباحثات مع الرئيس التركي فور وصوله الى انقرة الثلاثاء تتناول ملفات المياه والاقتصاد وحزب العمال.
وحظي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السودني باستقبال رسمي في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية اليوم، حيث كان على رأس مستقبليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وشهدت مراسم الاستقبال عزف النشيدين الوطنيين العراقي والتركي واستعراض حرس الشرف وتحيّة علمي الدولتين وإطلاق المدفعية إحدى وعشرين إطلاقةً تحية للوفد الزائر.
ثم اجرى السوداني مباحثات مع اردوغان تناولت العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وأهمّ الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالتعاون الاقتصادي والاستخباري وحل مشكلة نقص المياه الموردة من تركيا الى العراق اضافة الى أمن الحدود المشتركة والعمليات المسلحة التي تنفذها عناصر حزب العمال التركي الكردي ضد الاراضي التركية انطلاقا من قواعدها في الاراضي العراقية الشمالية.
من المنتظر ان يترأس اردوغان والسوداني في وقت لاحق اليوم مباحثات موسعة لوفدين رسميين لبلديهما يشارك فيها وزراء ومختصون.
التعاون الاستخباري
وقال السوداني، قبيل توجهه الى انقرة، انه سيناقش مع اردوغان وبقية المسؤولين الاتراك أمن الحدود المشتركة والتعاون الاستخباري والاقتصادي لا سيما وان بلاده تتطلع لتنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق الى مركز للتجارة العالمية بين اسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي.
أضاف: "سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الاتراك في اطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها الى نحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية الى تركيا تتركز في النفط".
ضبط الحدود والملف المائي
وعن العلاقات الامنية العراقية-التركية، أكد السوداني ان "ضبط الحدود سيحتل جانبا من المحادثات وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات".
وفي ما يخص الملف المائي وحصص بلاده المائية، اشار رئيس الوزراء العراقي الى ان "مشكلة المياه ستحتل حيزا من المناقشات في انقرة"، مثمنا "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق".
واضاف انه سيبحث ايضا في تركيا كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي.. لافتا الى "اننا سنؤكد على تضامننا الكامل مع جيراننا الاتراك في مصابهم الأليم بعد الزلزال الكبير واستمرار تقديمنا لكافة المساعدات التي يحتاجون اليها في هذا الوقت العصيب".
ووصف السوداني زيارته الى تركيا هذه بأنها " تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمنطقة التي تنشد تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي وحشد الجهود بما يصب في صالح التنمية الاقتصادية، وتتناغم هذه الجهود مع اولوياتنا الداخلية في العراق والتي نضع على راسها محاربة الفساد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى يشعر المواطن العراقي بالأثر المأمول وبأسرع وقت ممكن".
مشاريع للتعاون الاقتصادي
وقال السوداني ان "مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع انقرة ستسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية وستسرع من وتيرة تحول العراق الى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والاسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية".
واوضح ان العراق يضع "بالتوازي مع ذلك خططا للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية".