: آخر تحديث
الجيش الإسرائيلي يقرّ بـ"احتمال قتلها من قبل أحد جنوده"

شيرين أبو عاقلة صحافية فلسطينية شجاعة في أرض نزاع مزمن

59
57
53

القدس: شيرين أبو عاقلة، الفلسطينية التي قتلت في 11 أيار/مايو خلال عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة، صحافية مخضرمة كانت من أولى الوجوه التي ظهرت على شاشة "الجزيرة" القطرية، ومعروفة بإقدامها وسعة اطلاعها على النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وللمرة الأولى، أقر الجيش الإسرائيلي الاثنين بأن هناك "احتمالا كبيرا" بأن أحد جنوده قتلها.

ولدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس، وهي تحمل أيضا الجنسية الأميركية. وتتحدر عائلتها وهي مسيحية من مدينة بيت لحم.

درست أبو عاقلة الصحافة في جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في الإذاعة الرسمية الفلسطينية "صوت فلسطين" وإذاعة مونتي كارلو، قبل أن تنضم في 1997 الى "الجزيرة" بعد سنة من انطلاقها.

 


أصدرت قناة الجزيرة بيانا اتهمت فيه قوات الأمن الإسرائيلية باستهداف أبو عقلة "عمدا" وقتلها "بدم بارد".

وسرعان ما أصبحت شيرين أبو عاقلة نجمة في "الجزيرة" التي بدورها كانت أول قناة فضائية عربية شاملة.

وصفت شبكة الجزيرة مقتلها بأنه عملية "اغتيال"، مشيرة الى أن القوات الإسرائيلية قتلتها "بدم بارد برصاص حي بينما كانت تقوم بعملها الصحافي".

صدمة

وشكّل مقتلها صدمة لدى الفلسطينيين، لا سيما الإعلاميين الذين نعوها متحدثين عن شجاعتها، ولكن أيضا هدوئها ورزانتها. وهي مشهود لها بين زملائها بأخلاقها ومهنيتها.

قالت زميلتها هدى عبد الحميد "كانت بالتأكيد صحافية شجاعة جدا".

وأضافت "كنت أسألها: ألا تتعبين؟ لأنها كانت دائما حاضرة كلما حصل شيء، وكانت مقدامة أكثر مني بكثير". وتابعت "لكنها كانت أيضا صحافية متمرسة لا تخاطر بشكل غبي لمجرد المخاطرة".

في أشرطة الفيديو التي بثتها "الجزيرة" أو تمّ تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي يوم مقتلها، ظهر صحافيون مصدومون ومتوترون قرب جثة شيرين التي كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها "إعلام" بالانكليزية، وخوذة على رأسها.

في مقابلة معها قبل مقتلها بقليل أجرتها وكالة أنباء "النجاح" المحلية في نابلس، قالت أبو عاقلة "بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير... أنا لا أرمي بنفسي الى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحافي قبل ان أقلق على اللقطات".

الطريق إلى جنين

كانت شيرين أبو عاقلة تغطي عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين عندما قتلت برصاصة أصابتها في وجهها. قبل وقت قصير من ذلك، بثّت على حسابها على تويتر فيديو قصيرا التقطته من السيارة، مع عنوان "الطريق الى جنين". وبدت في الصور طريق ضيقة، بينما يتساقط المطر على زجاج السيارة الأمامي.

في تشرين الأول/أكتوبر 2021، كتبت شيرين أبو عاقلة في دورية "فلسطين هذا الأسبوع" عن جنين، قائلة "جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عاليا".

وأضافت "إنها تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها".

نعتها شخصيات سياسية وقيادية بارزة وتنظيمات فلسطينية ومنظمات نقابية دولية والرئاسة الفلسطينية وحركة حماس الإسلامية في غزة وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز.

شارك في جنازتها عدة آلاف من الأشخاص في منتصف أيار/مايو في القدس. ومنذ وفاتها، علقت صورها على الجدران في كل المدن والمخيمات من جنين إلى غزة، مروراً ببيت لحم ، وسمي شارع في رام الله باسمها.

قال عنها الصحافي محمد دراغمة المدرس في جامعة بير زيت وأحد أصدقائها المقربين "أنا اعتبرها إحدى أقوى الصحافيين في العالم العربي. أنا أدرّس تقاريرها لطلابي في جامعة بير زيت وفي قطاع غزة".

وأشار الى أنه "كان لديها اهتمام كبير في مواصلة علاقاتها مع السياسيين حتى لو لم تكن هناك قصة آنية. كانت تلتقي بهم باستمرار".

وأضاف "هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية، كانت جملها تتميز بأنها قصيرة مكثفة، ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضا".

ونقل عنها أنها "كانت تقول: لا أريد تسييس قصتي أريد أن أعطي وقائع ومعلومات".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار