دبي: أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخ بالستي أطلقه المتمردون في اليمن باتجاه الأراضي الإماراتية، من دون أن تتسبّب عملية الاعتراض في "أية خسائر"، في ثالث هجوم يشنه الحوثيون على الدولة الخليجية هذا الشهر.
وقالت الوزارة على تويتر "أعلنت وزارة الدفاع الإثنين عن اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخا باليستيا أطلقته جماعة الحوثي الإرهابية تجاه الدولة".
وأضافت "لم ينجم عن الهجوم أية خسائر، حيث سقطت بقايا الصاروخ البالستي خارج المناطق المأهولة بالسكان"، من دون أن تحدّد هذه المناطق.
ويتزامن الهجوم الجديد مع زيارة للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى الإمارات، هي الأولى لرئيس للدولة العبرية لدولة خليجية.
وشهد مطار أبوظبي الدولي تعليق رحلات محدودة، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان الأمر مرتبطا بمحاولة مهاجمة الإمارات.
وأعلنت أبوظبي الإثنين الماضي أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع على مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
وجاءت الهجمات الحوثية على أبوظبي بعد سلسلة خسائر تعرّض لها المتمردون في أرض المعركة في اليمن على أيدي قوات درّبتها الإمارات.
يبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، تسعون في المئة منهم أجانب. وفرضت الدولة الغنية بالنفط نفسها مركزا ماليا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها الى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية.
وفي شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر، تقدّم الإمارات نفسها واحة "أمن وأمان" للأعمال والترفيه وجسر الى العالم.
وقد أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان أن الحركة الجوية في الدولة "تسير بالشكل المعتاد وتجري عمليات تشغيل جميع رحلات الطيران بشكل طبيعي ولا يوجد تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة لاعتراض الصاروخ البالستي".
وفي موازاة الهجمات الأخيرة ضد الإمارات، يستهدف المتمردون بشكل متكرر المملكة السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارًا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية.
وأكّد مسؤول إماراتي رفيع لوكالة فرانس برس الخميس أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الإمارات لن يصبح "الواقع الجديد"، في وقت تسعى الدولة الخليجية الثرية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية.
وقال المسؤول الذي تحدّث مشترطا عدم كشف هويته "لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا".
وأضاف "الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطناً لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا".
وقد طلبت الولايات المتحدة التي ساعدت قواتها الموجودة في الإمارات في اعتراض هجوم الأسبوع الماضي، من مواطنيها الأربعاء إعادة النظر في السفر إلى الدولة الحليفة "بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة".
لكن المسؤول الإماراتي شدّد على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية باستمرار.
وقال "تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها".
وتابع "بالإضافة إلى التحديثات السنوية، تعمل الإمارات مع شركائها الدوليين للحصول على أنظمة وتكنولوجيا متطورة لردع ومكافحة التهديدات لأمننا القومي".