: آخر تحديث
الوحيدان القادران على التواصل مع الفرقاء المتقاتلين

هل ينهي لقاء الأمير محمد - تيريزا ماي الحرب في سوريا؟

53
56
48

لقاء الأمير محمد بن سلمان – تيريزا ماي الأربعاء يتيح لهما فرصة تغيير كبير في الشرق الأوسط، وفي سوريا تحديدًا، إذ هما القادران على التواصل في الفرقاء المتخاصمين والتأثير فيهم.

إيلاف من الرياض: عندما يجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الأربعاء، ربما يرسمان سيناريو لإنهاء الحرب السورية، فكلاهما يحتاج إلى إثبات نفسه لجمهور محلي منقسم لكنه متحمس، ودولي غير متأكد أو حتى مشكك، وفق ما كتب مدسر أحمد، المستشار الحكومي البريطاني السابق في "إندبندنت" البريطانية، لأنهما الوحيدان القادران على التواصل مع الفرقاء السوريين جميعًا.

يقول أحمد: "لا يتوقع أحد، بالطبع، حدوث تحولات جذرية في هذا الأسبوع. لكن ثمة فرصة متاحة لهما كي يتجاوزا الإجراءات البروتوكولية التي تحكم زيارة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة: فبين ماي والأمير محمد الكثير من القواسم المشتركة، فقد توليا منصبيهما بمزيج من المهارة وعنصر المفاجأة، وكلاهما يحترم الحراس القديم في بلاده، في حين يحافظان على استقلالهما بشراسة، وهما مستعدان لخلط الأوراق الراهنة عند الحاجة".

ليس صحيحًا اليوم

بحسبه، الوضع الراهن بحاجة ماسة إلى التغيير في البلدين، فقد ورثت ماي خروجًا بريطانيًا غير متوقع وغير مخطط له، بينما تسلم الأمير محمد بن سلمان شرقًا أوسطًا متقلبًا ومستعرًا. ويعيش كلاهما في بيئات جيوسياسية عنيفة، وهما مصممان على إعادة تشكيلها.

قد لا يتمتع فريق "ماي - الأمير محمد" بنفوذ كبير في الولايات المتحدة أو الصين، لكن من المؤكد أنهما يتمتعان بالقدرة على التأثير في اللاعبين الرئيسيين في سوريا التي تعتبر مركزًا لحرب إقليمية مرشحة للاتساع.

قدمت السعودية دعمًا ماليًا ومساعدات لوجستية للعديد من الفصائل السورية المتمردة منذ اليوم الأول، وكانت أهم لاعب إقليمي في الجهود الدولية لإجبار نظام بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وتتبنى السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، فهمًا حديثًا للإسلام.

حيث يمكن الأمير محمد بن سلمان أن يؤثر في الفصائل السورية، يمكن ماي الاستفادة من علاقتها بتركيا التي اضطرت للتدخل أخيرًا في الميدان السوري لمنع المسلحين الأكراد المرتبطين بحزب العمال الكردستاني الإرهابي من إنشاء دولة بحكم الأمر الواقع على الحدود التركية.

فحكومة ماي تتمتع بعلاقات طيبة مع حكومة أردوغان، إذ تفاوض الجانبان على صفقة أسلحة بقيمة 100 مليون جنيه استرليني في العام الماضي، ويرتبط كل منهما مع الاتحاد الأوروبي بعلاقات "معقدة".

إضافة إلى ذلك، لا يشترك العديد من زملاء ماي المحافظين في دعم الميليشيات الكردية التي توالي حزب العمال الكردستاني. فالعديد من الجماعات الكردية يعتنق الماركسية ويشارك في شبكات الاتجار بالبشر والمخدرات وفي تخطيط الهجمات الإرهابية وتنفيذها.

تأثير في أطراف عدة

العاصمة البريطانية لندن واحدة من نقاط الإنطلاق الرئيسية للنشاط الكردي في أوروبا، ما يمنح الأجهزة الأمنية البريطانية نفوذًا على الجماعات الكردية المسلحة. ويمكن أن تعتمد لندن أيضًا موقفًا مماثلًا تجاه حزب الله الذي من دونه كان محتملًا جدًا أن تفقد قوات الأسد السيطرة على دمشق منذ فترة طويلة.

حتى الآن، رفضت حكومة ماي حظر الفرع السياسي في حزب الله في المملكة المتحدة، وهذا أمر حاسم يسمح للحزب بجمع الأموال. وهكذا، تتمتع لندن بنفوذ جاد على قيادة حزب الله، وعلى رعاته في طهران.

ولا يقتصر تأثير ماي على طهران. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الكرملين، ويمكن تيريزا ماي معالجة القضايا الروسية على مستوى العالم أسهل من نظيرها في البيت الابيض. كما أن كثافة الاستثمارات الروسية في لندن يمكن أن ترشح ماي لأداء هذا الدور.

يقول كاتب المقالة في "إندبندنت": "من خلال العمل مع الأمير محمد، يمكن دبلوماسية ماي أن تتجاوز الأزمة السورية إلى صراع إقليمي رئيسي آخر: اليمن. يمكن الحكومة البريطانية استخدام نفوذها من خلال صناعة الدفاع، في محاولة لإنهاء الأعمال العدائية هناك".

ربما يبدو هذا خياليًا. مع ذلك، يمكن الشراكة القوية بين المملكة المتحدة والسعودية أن تكون تحويلية تمامًا في الشرق الأوسط. قد لا يخسر شيئًا. فلديها ولدى أصدقائنا في السعودية الكثير ليكسبوه، بل قد يكون أسهل من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.independent.co.uk/voices/theresa-may-mohammed-bin-salman-meeting-syria-war-ending-saudi-arabia-a8240651.html


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار