: آخر تحديث
ردًا على تجربتها النووية الأضخم في تاريخها

مجلس الأمن يتبنى بالإجماع عقوبات جديدة على كوريا الشمالية

87
94
81

إيلاف - متابعة: تبنى مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين بالاجماع مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة يفرض حزمة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ويحظر استيراد النسيج منها ويفرض قيودا على تزويدها بالنفط والغاز.

تأتي هذه الحزمة الثامنة من العقوبات التي أيدتها الصين وروسيا القريبتان من كوريا الشمالية، ردا على التجربة النووية التي أجراها هذا البلد في 3 أيلول/سبتمبر.

وتسعى الامم المتحدة من خلال تشديد عقوباتها بشكل متزايد كل مرة الى حمل بيونغ يانغ على العودة الى طاولة المفاوضات حول برنامجيها النووي والصاروخي واللذين يشكلان تهديدا للاستقرار العالمي.

واعتبرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ان القرار الذي تم تبنيه الاثنين "متين جدا" و"متوازن" ويتيح للامم المتحدة ابداء موقف يقوم على "الوحدة" و"التصميم".

وصرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي "لسنا نسعى وراء الحرب"، وكانت أكدت قبل أسبوع ان بيونغ يانغ "لا تريد الا ذلك". لكنها أقرت الثلاثاء ان كوريا الشمالية لم "تتجاوز بعد نقطة اللاعودة".

ورحبت سيول بالقرار معتبرة انه "تحذير قاس" لبيونغ يانغ. وتابعت سيول في بيان ان "على كوريا الشمالية ان تدرك ان نزع السلاح النووي هو السبيل الوحيد الذي يضمن لها الامن والنمو الاقتصادي".

في طوكيو، "أشاد" رئيس الوزراء شينزو آبي في بيان بشدة بالقرار "السريع والقوي" الذي يثبت أن "الاسرة الدولية عليها رفع الضغوط على كوريا الشمالية الى مستوى جديد غير مسبوق... لحملها على تغيير سياستها".

وقال دبلوماسي ان الصيغة الاولى للمشروع الاميركي التي نشرت الاربعاء كانت تتضمن "الحد الاقصى" حول "كل النقاط" وتهدف للرد على التجربة النووية السادسة التي قامت بها كوريا الشمالية في الثالث من سبتمبر.

وكانت الصيغة الاولى تنص على حظر شامل وفوري على النفط والمنتجات النفطية والغاز واعادة العاملين الكوريين الشماليين الى بلادهم (اكثر من 50 الفا بحسب الامم المتحدة) وتجميد أصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون وحظر استيراد  النسيج من هذا البلد وفرض عمليات تفتيش عند الضرورة للسفن في عرض البحر عند الاشتباه بانها تنقل شحنات محظورة بموجب قرارات الامم المتحدة.

تخفيف المطالب

الا ان واشنطن ولتضمن الحصول على دعم بكين وموسكو، اضطرت الى تخفيف مطالبها والتركيز على الفقرات التي تدعو الى حل "سلمي" للازمة.

وبعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة مع الصين وروسيا تم الابقاء على حظر الغاز الطبيعي، في المقابل سيقتصر بيع النفط الخام على 500 الف برميل لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الاول من أكتوبر لينتقل الى مليوني برميل في الوم اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير ولمدة 12 شهرا.

تقول وزارة الطاقة الاميركية ان ذلك يشكل تخفيضا بنسبة 12% في المنتجات النفطية، وهي تقدر واردات كوريا الشمالية من النفط الخام ب2,2 مليون برميل. وتستورد بيونغ يانغ خصوصا الوقود والديزل من الصين، بحسب واشنطن.

وقال دبلوماسي رفض الكشف عن هويته "انها خطوة أولى"، مشيرا الى ان النص الذي تم تبنيه لا يزال قويا رغم التسويات.

وخلال المفاوضات، تم شطب النقطة المتعلقة بتجميد اصول الزعيم الكوري الشمالي بعد رفض موسكو. وقال مصدر دبلوماسي ان الولايات المتحدة أكدت انها لا تسعى وراء تغيير النظام بينما اعتبرت موسكو انه من الصعب استهداف كيم جونغ اون بشكل مباشر.

في المقابل، لم يطرح حظر تصدير النسيج أي مشكلة.

واشار دبلوماسيون الى ان الاجراءات التي تشمل العمال الكوريين الشماليين في الخارج وعمليات تفتيش السفن المشتبه بها فأقل تشددا مما كانت عليه في مشروع القرار خصوصا بطلب من موسكو التي يعمل فيها نحو 35 الف كوري شمالي.

وتم في قرار العقوبات الاخير الصادر في الخامس من أغسطس تحديد سقف لعدد هؤلاء العمال في العالم.

ويضيف القرار الجديد باك يونغ سيك أحد مسؤولي برنامج الصواريخ على قائمة سوداء مع ثلاث وكالات كورية شمالية من بينها مسؤولة الدعاية في النظام.

"التفافات عدة"

قبل التصويت، عبرت كوريا الشمالية بوضوح عن معارضتها لاي اجراءات جديدة.وحذرت الاثنين من انها ستلحق بالولايات المتحدة "أكبر الألم والمعاناة" في حال أصرت واشنطن على فرض عقوبات أقسى في مجلس الأمن الدولي.

وكانت العقوبات الاخيرة صدرت في 5 أغسطس بعد اطلاق كوريا الشمالية لصاروخين عابرين. وحظرت تلك العقوبات واردات الفحم والجديد وصيد الاسماك من كوريا الشمالية لحرمان هذا البلد من نحو مليار دولار من العائدات السنوية.

ولا يمكن قياس تأثير العقوبات الا على المدى الطويل فقد تطلب الامر عشر سنوات حتى قبلت ايران التفاوض حول برنامجها النووي.

في تقرير نشر في نهاية الاسبوع الحالي، اشار خبراء للامم المتحدة الى انه "كلما اتسع نطاق العقوبات" على كوريا الشمالية "نراها تلجأ الى التفافات عدة" سواء حول "حظر الاسلحة" أو "العقوبات المالية او على قطاعات محددة".

وحذت البيرو الاثنين حذو المكسيك لتعلن طرد السفير الكوري الشمالي احتجاجا  على التجارب النووية التي تقوم بها بيونغ يانغ.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار