الرباط: جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة إلى المنتدى العالمي للنجاعة الطاقية على إثر منحه، الاثنين، في واشنطن، "جائزة الشخصية المتبصرة في مجال النجاعة الطاقية"، التأكيد على التزامه الدائم على المستوى الوطني، والإقليمي، والقاري، ببذل كل الجهود لتشجيع مناخ للتنمية المستدامة للنجاعة الطاقية، والطاقات المتجددة، والابتكار التكنولوجي والمهن الخضراء عمومًا.
وقال الملك محمد السادس، في الرسالة التي تلتها سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميرة للاجمالة العلوي، إن "النجاعة الطاقية تشكل اليوم، إلى جانب الطاقات المتجددة، ثورة جديدة في القطاع الطاقي، انطلاقًا من التطور التكنولوجي الذي يؤمن ترابطًا بين هذين المكونين. وذلك ما يقتضي إدماجهما وأخذهما في الاعتبار في القرارات المتعلقة بالاستثمار وبالخيار التكنولوجي في مجمل القطاعات الأساسية، وذات الاستهلاك الكبير للطاقة، خاصة الصناعة، والبناء، والنقل، والإنارة العمومية، والفلاحة".
وأضاف العاهل المغربي أن "التزامنا في هذا المجال يمتد إلى ما وراء التراب المغربي. وقد تجسد بشكل ملموس من خلال الأعمال والمشاريع التي أطلقناها، في إطار شراكات مربحة للجميع، خاصة مع البلدان الأفريقية الشقيقة".
وأبرز جلالته أن هذا الالتزام "كان ملحوظًا بمناسبة قمة كوب 22، المنظمة بنجاح في مراكش، والتي تميزت بعقد قمة العمل الأفريقية بمبادرة منا، بهدف تحقيق الانسجام في عمل القارة لصالح تنمية منخفضة الكربون".
وشدد الملك محمد السادس على أن "التحدي المطروح بشكل ملحٍ على عالمنا اليوم، لا يتعلق بحدوث نقص في الموارد الطاقية، بقدر ما يتمثل في تعبئة الاستثمارات التي لا غنى عنها في هذا المجال. وهو ما يجعل من الضروري تشييد البنيات التحتية الطاقية اللازمة وتطوير تكنولوجيات بديلة".
واضاف أن المملكة المغربية تعمل ، بشكل دائم، على التكيّف باستمرار مع التحولات القادمة، بغية تأمين تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، والاستجابة بشكل مستدام لحاجياتها المتنامية من الطاقة. فتأمين التزود، وتوفير الطاقة، فضلاً عن تحقيق النجاعة الطاقية والحفاظ على البيئة تشكل ركائز استراتيجيتها الطاقية".
وقال العاهل المغربي إن "انخراطنا في مسار تطوير نموذج طاقي ناجع وخالٍ من الكربون لصالح رفاه وازدهار مواطنينا، يستند بصفة أولوية إلى الصعود القوي للطاقات المتجددة وتعزيز النجاعة الطاقية".
وفي هذا الإطار، ذكر ملك المغرب أنه ، وبمناسبة قمة كوب 22 "أعطينا دفعة قوية لتنمية الطاقات المتجددة، لرفع حصتها من 42 في المئة في 2020 إلى 52 في المئة في 2030. كما أنه في إطار رؤيتنا الطاقية 2030، ارتقينا بالنجاعة الطاقية إلى مرتبة أولوية، باعتبارها آلية فعالة تتوخى اقتصاد الموارد الطاقية، وضمان المحافظة عليها، وعقلنة استهلاكها".
وخلص ملك المغرب الى القول إن النموذج الطاقي المغربي الجديد، أعطى، وبعد سنوات قليلة فقط من إطلاقه، ثماره، بإرساء قدرات جديدة للطاقات المتجددة، خاصة الشمسية، والريحية والمائية، وإطلاق مجموعة من الأعمال المركزة الرامية لعقلنة الاستهلاك الطاقي، مؤكدًا "إننا نضاعف جهودنا لإحداث تغيير عميق في أنماطنا الحالية لإنتاج واستهلاك الطاقة، لجعلها أكثر فعالية ونجاعة وقابلية للحياة".