الرباط: تبدأ "إيلاف المغرب" جولتها في الصحافة المغربية الصادرة اليوم الجمعة بـ"الصباح"، التي كتبت أن لائحة وزراء حكومة سعد الدين العثماني، التي عيّنها الملك محمد السادس يوم الأربعاء، كشفت عن وجوه جديدة وأسماء غير مرتبطة بأحزاب سياسية، ولم يكن متوقعاً أن تجلس على كرسي الوزارة، فأطلق عليهم "وزراء المظلة"، الذين يسقطون في آخر لحظة، لتدبير حقيبة.
فقد سقط بالمظلة في اللحظات الأخيرة من تشكيل الحكومة، عثمان نجل عبد الله الفردوس، عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، والذي عين كاتباً للدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مكلفاً الاستثمار .
ونودي على الفردوس على عجل من فرنسا، ولم يكن على علم، بأن قيادة الاتحاد الدستوري، استاءت من ذلك بمن فيهم الأمين العام محمد ساجد، الذي أخبر بالأمر 24 ساعة فقط قبل التعيين.
كما ضمت لائحة الوزراء المظليين، لمياء بوطالب التي عينها الملك كاتبة للدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي مكلفة السياحةً، وهي التي شغلت منصب رئيسة جمعية شركات تدبير الصناديق الاستثمارية بالمغرب.
وسقط خالد الصمدي، من "العدالة والتنمية"، بالمظلة في منصب كاتب دولة مكلف التعليم العالي والبحث العلمي، إذ لا يعرف عنه سوى أنه شغل منصب مستشار في رئاسة الحكومة لدى عبد الاله ابن كيران، ما أجج غضب كفاءات تنشط سياسياً.
كما التمس العثماني خدمات متقاعدين لمساعدته على حل مشاكل بعض القطاعات، مثل حمو أوحلي، القيادي في الحركة الشعبية، المكلف التنمية القروية والمياه والغابات، والبالغ من العمر 64 سنة، والمختص في تدبير شؤون الضيعات وإنتاج اللحوم الحمراء، وهو وزير سابق في حكومة عبد الرحمن اليوسفي، باسم جبهة القوى الديمقراطية.
واستعان العثماني بالمتقاعد محمد يتيم، القيادي في حزبه، لحل معضلة التشغيل، علما أنه كان يضع ملف طلبات المركزية النقابية التي يرأسها الاتحاد الوطني للشغل، فوق طاولة وزراء التشغيل ويحتج على ضرب المحتجين في الشوارع. كما طلب العثماني خدمات متقاعد آخر هو محمد الحجوي الامين العام للحكومة .
لسان "الاتحاد الإشتراكي" تهاجم "العدالة والتنمية"
بعد يوم واحد من تنصيب حكومة العثماني التي ضمت بين صفوف أغلبيتها حزب "الاتحاد الاشتراكي"، خرجت صحيفة الحزب لمهاجمة "العدالة والتنمية"، في افتتاحيتها.
ووصفت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" حزب "العدالة والتنمية" بـ "العجوز المتصابية"، وبأنه صاحب منطق هيمنة وسيواصل دعايته لدواعٍ إيديولوجية بهدف الضغط على مكونات الحكومة.
وجاء في افتتاحية الصحيفة التي وقعها يونس مجاهد، الناطق الرسمي باسم الحزب إن من وصفهم بـ "غلاة" حزب "العدالة والتنمية" "سيستمرون في نهجهم السياسي الذي لن يرضى عن أية حكومة سوى تلك التي يهيمنون عليها بالمطلق، ويفرضون عليها توجههم الرجعي، ورؤيتهم المتخلفة لمشروعهم المجتمعي الظلامي، رغم كل مواد التجميل التي يلجأون إليها، لكنها لا تزيدهم إلا قبحاً مثل العجوز المتصابية".
وأضافت نفس الافتتاحية " الآن، وبعد أن تشكلت الحكومة عليها تقديم برنامجها، هو ليس برنامج حزب العدالة والتنمية، بل برنامج إئتلاف حكومي مشكل من ستة أحزاب"، مشيرة إلى أن على "غلاة هذا الحزب التواضع والإقرار بنسبية موقعهم في الأغلبية".
وأضافت الصحيفة "غير هذا يجب الرمي به مع تركة رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، الذي كان وراء الأزمة التي تسببت في المأزق الذي كان يبدو بلا نهاية، لولا المبادرة الدستورية التي أقدم عليها الملك محمد السادس".
لمسة ابن كيران واضحة على حكومة العثماني
"الصباح" كتبت كذلك أن لمسة عبد الإله ابن كيران واضحة على الحكومة الجديدة.
ونسبة إلى مصادر الصحيفة، فإن سعد الدين العثماني لم يحسم في لائحة المستوزرين باسم حزب العدالة والتنمية، إلا بعدما حصل على الضوء الأخضر من ابن كيران، الأمين العام للحزب، الذي بارك لائحة الفريق الحكومي لحزبه، وصفق لها، لأنها تضم أحسن أطر حزبه.
ونسبة إلى المصادر ذاتها، فإن اللجنة المصغرة التي عهد إليها مساعدة العثماني في المفاوضات، والتي ضمت مصطفى الرميد ولحسن الداودي ومحمد يتيم، كانت على اتصال دائم مع الأمين العام، وتزوره باستمرار في بيته، من أجل وضعه في الصورة، والأخذ برأيه، عكس ما ذهب إليه البعض من أن الأمين العام لم يستشر في الهيكلة الحكومية، وفي الأسماء التي ستستوزر، سواء من داخل "العدالة والتنمية" أو الأحزاب الأخرى، أو غير المتحزبين.
في موضوع ذي صلة، كتبت "أخبار اليوم" أن ميزانيات الوزارات التي ظفر بها حزب التجمع الوطني للأحرار تمثل ثلاثة أضعاف ميزانيات "العدالة والتنمية".
وأضافت الصحيفة ذاتها، أن التشكيلة الحكومية، التي أفرج عنها الأربعاء، بعد 6 أشهر من التأخير، كشفت وجهاً آخر من أوجه التنازلات التي قدمها العثماني لحليفه عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ما أفضى إلى اكتفاء حزب العدالة والتنمية بتدبير وزارات عادية، مقابل حصول حزب أخنوش على وزارات استراتيجية بميزانيات ضخمة تصل في مجموعها إلى أزيد من 70 مليار درهم (7 ملايير دولار)، مقابل حوالي 25 مليار درهم (2.5 مليار دولار) فقط للقطاعات التي سيدبرها وزراء "العدالة والتنمية"، دون احتساب الميزانية المخصصة لرئاسة الحكومة.
غضب وسط قياديي "العدالة والتنمية" بسبب الحقائب الوزارية
أما "الأخبار"، فكتبت أن حزب العدالة والتنمية يعرف غضباً وسط قيادييه بسبب الصراعات حول الحقائب الوزارية، وأن هناك إجماعاً على ضعف تموقع الحزب في حكومة العثماني.
وأضافت الصحيفة ذاتها، أن أتباع ابن كيران، يهددون بالانتقام من العثماني وأخذ مسافة مع حكومته.
مقرر وزاري يحرم تلاميذ في وضعية إعاقة من التعلم
تختم "إيلاف المغرب" جولتها بـ"الأحداث المغربية"، التي كتبت أن مقرراً وزارياً يحرم التلاميذ في وضعية إعاقة من التعلم، بحيث أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية أن مضمون المقرر الوزاري ألغى مجمل التكييفات التي يستفيد منها التلاميذ الذين يعانون من الإعاقة الذهنية. في المقابل، نفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أن تكون أقدمت على إلغاء التكييفات التي يستفيد منها التلاميذ في وضعية إعاقة في مقررها الوزاري.