إيلون ماسك: 12 طفلًا، ثلاث نساء، ورؤية لإنقاذ العالم من كارثة ديموغرافية!

إيلاف من واشنطن: لا يكتفي إيلون ماسك، الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركتي "تيسلا" و"سبيس إكس"، بتغيير مستقبل التكنولوجيا واستعمار الفضاء، بل يرى نفسه في مهمة لإنقاذ البشرية من خطر وجودي: انخفاض معدلات الولادة. الرجل الذي وصف التراجع السكاني العالمي بـ"التهديد الأخطر" للبشرية، يضع نفسه على خط المواجهة شخصيًا، وهو اليوم أبٌ لـ 12 طفلًا من ثلاث نساء مختلفات.
هذا الجانب من حياته لم يكن في دائرة الاهتمام حتى ظهر ماسك في البيت الأبيض مؤخرًا برفقة أحد أبنائه، مما أعاد تسليط الضوء على حياته العائلية المعقدة، والتي، وفقًا لتقرير نشرته "نيوزويك"، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صورته العامة.
 

"إنجاب الأطفال ليس عقوبة بل واجب مقدس!"
لم يخفِ ماسك يومًا قلقه العميق بشأن انخفاض معدل المواليد، بل اعتبره أزمة تهدد الحضارة الإنسانية. في عام 2023، كتب على منصته X (تويتر سابقًا): "يجب أن يكون إنجاب الأطفال حافزًا وليس عقوبة مالية كما هو الحال في معظم البلدان! يجب أن ننشئ الجيل القادم من البشر أو سندخل في دوامة النسيان."

لكن بالنسبة لماسك، الأبوة ليست مجرد فكرة نظرية، بل واقع يعيشه. فهو لم يكتفِ بالتحذير من الانخفاض السكاني، بل اتخذ خطوات ملموسة لتعزيز عدد سكان كوكب الأرض، بدءًا من تكوين عائلته الكبيرة.
 

الأبوة الأولى: جوستين ويلسون وستة أبناء
كانت بداية رحلته مع الأبوة مع زوجته الأولى، الكاتبة الكندية جوستين ويلسون، التي أنجب منها ستة أطفال. لكن البداية كانت مأساوية، إذ فقد الزوجان طفلهما الأول، نيڤادا ألكسندر ماسك، عام 2002 بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ.

بعد هذه الفاجعة، أنجب ماسك وويلسون توأمين في 2004، هما غريفين وفيفيان، ثم ثلاثة توائم آخرين، كاي، ساكسون، وداميان، في 2006.

لكن العلاقة بين ماسك وابنته فيفيان انقطعت تمامًا عندما أعلنت الأخيرة، التي تحولت جنسيًا، أنها لم تعد تريد أي صلة بوالدها، وغيرت اسمها إلى فيفيان ويلسون عام 2022.

أما غريفين، فقد اختار البقاء بعيدًا عن الأضواء، لكنه شوهد برفقة والده في بعض المناسبات.

علاقة ماسك وغرايمز: أسماء غريبة وأزمات علنية
في 2020، أنجب ماسك طفله الأول من المغنية الكندية غرايمز، وأطلق عليه اسم X Æ A-Xii، أو كما يُنطق "إكس آش إيه تويلف". ثم وُلدت ابنتهما إكسا دارك سيديريل ماسك، والمعروفة باسم "Y"، عن طريق أم بديلة في 2021. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي 2022، ولد طفلهما الثالث تكنو ميكانيكوس، المعروف بـ "تاو".

لكن العلاقة بين ماسك وغرايمز كانت مضطربة، وانتهت بصراعات علنية حول الحضانة. في 2023، رفعت غرايمز دعوى قضائية ضد ماسك للمطالبة بحقوق الأبوة والأمومة.
ورغم التوتر بينهما، أعربت غرايمز عن دعمها لابنة ماسك فيفيان قائلة على X: "أنا أحب فيفيان وفخورة بها إلى ما لا نهاية".
 

علاقته مع شيفون زيليس: الذكاء الاصطناعي يتداخل مع الأبوة
لم تقتصر عائلة ماسك على زوجته السابقة وصديقته، بل لديه أيضًا ثلاثة أبناء من شيفون زيليس، المديرة التنفيذية في شركة "نيورالينك" التي يملكها.
في 2021، أنجبا توأمين سترايدر وأزور، ثم في 2024، وُلد طفلهما الثالث، ولكن لم يتم الكشف عن اسمه أو جنسه حتى الآن.

زيليس، التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي، أبقت حياتها العائلية بعيدة عن الإعلام، لكنها تواصل العمل جنبًا إلى جنب مع ماسك في مشاريعه المستقبلية.
 

مستقبل الأبناء: مدينة خاصة لعائلته الضخمة؟
مع تنامي حجم عائلته، يبدو أن ماسك يفكر في حل جذري لجمع أبنائه معًا. ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد اشترى ماسك مجمعًا سكنيًا بقيمة 35 مليون دولار في تكساس، مصممًا ليكون منزلًا لعائلته المتنامية، حيث يضم عدة منازل تهدف إلى توفير بيئة موحدة ومستقرة لأبنائه.

وبينما يظل ماسك متكتمًا حول الكثير من تفاصيل حياته العائلية، إلا أن التزامه بإنجاب المزيد من الأطفال يظل جزءًا أساسيًا من شخصيته العامة، خاصة مع تصاعد نفوذه في فترة رئاسة ترامب الثانية.

هل ماسك يقود ثورة ديموغرافية؟
لا يزال إيلون ماسك مؤمنًا بأن البشرية تحتاج إلى مزيد من الولادات للبقاء والاستمرار. وبينما يراه البعض شخصًا استثنائيًا يحمل رؤية لإنقاذ العالم، يرى آخرون أن أسلوبه في التعامل مع الأبوة يعكس تناقضًا بين رسالته العالمية وسلوكه الشخصي.

فهل يكون ماسك رائدًا في إعادة تشكيل الديموغرافيا العالمية، أم أن عائلته مجرد انعكاس لحياته الفوضوية؟

* أعدت إيلاف التقرير عن مجلة "نيوزويك" الأميركية: المصدر