: آخر تحديث

يوم السعودية الخضراء

5
4
4

يعدّ تخصيص 27 من شهر آذار (مارس) من كل عام واعتماده يوماً لمبادرة السعودية الخضراء احتفاءً بهذه المبادرة القيّمة مؤشراً مبهجاً على مضي بلادنا قُدماً في الحفاظ على البيئة والوصول إلى الحياد الصفري، الأمر الذي يجعل منها نموذجاً عالمياً لبيئة صحراوية تنتج الطاقة وتحافظ على البيئة في الوقت نفسه.

لقد اعتمدت مبادرة السعودية الخضراء على تشجير مناطق شاسعة من المملكة، وأُطلقت في عام 2021 برنامجاً وطنياً يهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في أنحاء المملكة وتأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي، وزيادة حصة المملكة من الطاقة المتجددة بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2030.

ولا شك أنَّ هذه المبادرة تمثل استجابة طبيعية لمطلب شرعي: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة". كما أنها ليست عبثاً حضرياً أو ترفاً تنموياً أو شكلاً دعائياً، بل هي استجابة لمطلب وطني، ولإرادة الإدارة السعودية، ولمطلب بيئي، إذ تقع ديارنا في أجواء حارة شحيحة الأمطار قليلة الأشجار. كما أنها استجابة لمطلب تنموي، حيث تكون رافداً لتعزيز جودة الحياة في بلادنا، ولمطلب منطقي، فالناس تعشق الظلال والأشجار.

إقرأ أيضاً: يوم العلم السعودي: رمز العزة والوحدة الوطنية

إنَّ رؤية المملكة 2030 لم تكن أحادية الاتجاه، بل هي جرعة شاملة كاملة، تتمم ما كنا عليه من إيجابيات وإنجازات، وتصحح في حياتنا بعض التصرفات والسلبيات، ومنها علاقتنا بالبيئة من حولنا. فحاجتنا إلى التشجير والتخضير ملحة في ضوء الاحترار العالمي والتغير المناخي.

ولا شك أنَّ هذه المناسبة الجديدة، التي أقرها مجلس الوزراء واعتمدها يوماً رسمياً لـ"مبادرة السعودية الخضراء"، بما ستحمله من مناشط وفعاليات، ستكون ضمن الأيام التي تحتفل بها بلادنا، وتتسابق أجيالها، بنين وبنات، للمشاركة بكل سعادة، لتحويل هذا اليوم الوطني والبيئي إلى مهرجان تنافس خلاّق يعود على بلادنا وعلينا بنتائج إيجابية تسهم في رفع مستوى جودة الحياة للمواطن والمقيم عبر تغيير شامل للبيئة. وهذا ما نلمسه ونتفاعل مع معطياته الخيّرة التي أرساها ووضع لبناتها الأولى ونثر بذورها المثمرة بالخير والنماء والرقي أميرنا الملهم، عراب رؤية المملكة المباركة، سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

إقرأ أيضاً: محمد الشدي: تكريم قامة وقمة

إنَّ تخصيص يوم سنوي لـ"مبادرة السعودية الخضراء" جاء تأكيداً وترسيخاً لنهج القيادة التي تضع رفاهية الإنسان على رأس اهتماماتها، ودعماً لنهج المملكة في قيادة الحقبة الخضراء، وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

إنَّ طموحاتنا كبيرة، ونحن قادرون دائماً على تحقيقها بإذن الله وعونه وتوفيقه، مستعينين بهمة وعزيمة لا تكل ولا تمل من مواصلة السعي لكل ما يحقق ويعزز ازدهار مدننا ورفع مستوى جودة الحياة فيها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف