عبدالعزيز التميمي
في كل سنة يتذكّر الكويتيون ومعهم الأحباب من دول مجلس التعاون الخليج العربي المرحوم الدكتور صالح محمد العجيري، حيث كانت حساباته الفلكية للمواسم والأحوال الجوية بفضل من الله سبحانه وتعالى دقيقة بنسبة تسعة وتسعين وتسعة من العشرة، ومنا الكثير في الكويت مَن تشرّف بالسلام عليه والجلوس معه، فقد كان رحمه الله في قمة التواضع والطرافة والاتزان والرقي كأنك تعرفه منذ سنوات وأنت تبادله الحديث أو توجه له السؤال تلو السؤال دون كلل ولا ملل ولا ضجر منه أبداً.
العجيري، ترك خلفه تاريخاً يُذكر بالخير والترحم عليه بعد وفاته إلى رحمة الله سبحانه وتعالى وأسكنه فسيح جنانه، يأتي بعده الأستاذ الدكتور خالد صالح الزعاق، الفلكي الأكاديمي السعودي الذي شهد له الدكتور العجيري، بأنه تلميذه وخلفه ودعا له بالخير والنجاح والتوفيق، وهو يستحق هذا لما له من علم نافع ينشره بين ربوع دول الخليج العربي وأصبح الجميع يعرفه ويتواصل معه كما كان عليه الأمر مع سلفه الدكتور العجيري.
وأنا ممن يتابع الدكتور خالد الزعاق، يومياً عبر تواصله الكريم في كل صباح ومساء كصديق أتشرف به وأعلو بهذه الصداقة إلى السدم العالية والثريا.
الدكتور خالد الزعاق، يقضي جل أوقاته في البحث والتمحيص الفلكي ينزل إلى الوديان يتابع مجاري السيول بعد أن يرتقي إلى قمم الجبال في القصيم الغالية، يستهل الهلال ويراقب النجوم كعالم ينشر علمه بكل أمانة وحب وإخلاص وطني للنخاع متمسك بالعروة الوثقى، مسلم عربي سعودي نتشرف به بيننا وفي زماننا، وهو اليوم في مكان عالمنا الفلكي الراحل الدكتور العجيري. فتحية حب وإكبار له مع رجاء خاص أن يعد مؤسسة فلكية علمية إن لم يكن قد جهز لها أو أعدها لتكون مرجعاً علمياً شرعياً بشكل رسمي ترعاه الأمانة العامة للدول الإسلامية والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، لنكون بهذا قد أسسنا لمستقبل الأجيال مصدراً علمياً موثقاً ينتفع به البلاد والعباد.