: آخر تحديث

سلوكيات رمضانية تُفلسنا

3
3
3

سارة النومس

في كل عام في رمضان أنتظر مع شقيقتي أول شخص في البيت يقول «والله أيام رمضان ركضت بسرعة»، والواقع أن جميع أيام السنة تركض ونحن نجري خلفها.

لم يتبق إلا القليل للعشر الأواخر من رمضان والذي أتمنى في كل عام أن يكون هنالك إجازة لهذه الأيام فنضطر لأخذ إجازات رسمية لأجلها كي نستغل الساعات الفضيلة.

الكويت جميلة، وفي كل موسم هي جميلة، والناس في الكويت يغلب عليهم طابع الطيبة والسماحة، فيتسارعون في مشاريع إفطار الصائم، وعمل الخير ونشر الصور والكلمات المعبّرة والمحفزة لعمل الخير في هذا الشهر الفضيل، يسعى العديد لنشر فعل الخير على طريقته فالفنان يرسم والمخرج ينتج عملاً هادفاً، والكاتب يكتب والوالدان ينصحان أبناءهما لاستغلال الشهر الفضيل.

في السابق كان في كل رمضان مسلسل واحد أساسي مع برنامج مسابقات وبرنامج فكاهي خليجي، كانت الساعات جميلة تضم فيها أفراد العائلة والزيارات العائلية وبين الجيران، لكن اليوم أخذت الشاشة أوقات الناس ربما تخطت الأعمال التلفزيونية المئة وربما أعلى بسبب تنافس القنوات والمنتجين وأخذ أكبر ألقاب الأكثر نسبة مشاهدات، فلم نعد نرى أفراد نحبهم بسبب انشغالهم أمام التلفاز.

أخذت الغبقات الوقت الكثير من حياتنا، في كل يوم غبقتان إلى ثلاث غبقات، يذهب لها الشخص ليجامل ويبارك بالشهر، والأمر باهظ بالنسبة للنساء فعلى كل واحدة شراء أكثر من دراعتين والأسعار غالية للأسف لكنها مجبرة على الشراء كي تبدو بأفضل شكل وصورة أمام الناس.

يأتي منتصف رمضان بمناسبة القرقيعان والتي كان في السابق يقتصر على الثوب البسيط وكيس القرقيعان وأحياناً كيس الجمعية التعاونية يفي بالغرض، فالهدف كان الاستمتاع وجمع أكبر عدد من المكسرات ومحظوظ لو كان بينهما قطعة من الحلوى، لكن اليوم القرقيعان يعتمد على البهرجة الزائدة والتصوير، ودفع المزيد من المال، فتشتري الأم سلة قرقيعان لابنها للمدرسة، وسلة أخرى للاحتفال بعد الإفطار، والأمر مشابه لبقية أبنائها، ما إن ينتهي موسم القرقيعان حتى يبدأ الناس بالتجهيز لعيد الفطر السعيد، إنها مهام متعبة وتزيد على رب الأسرة تكاليف كثيرة لاستمتاع مدته ساعات، في حين ساعات رمضان الثمينة لا تعوضها ساعات السنة بأكملها.

العشر الأخيرة من رمضان هي أجمل أيام الشهر التي يكثر فيها قراءة القرآن وعمل الخير وصلاة القيام والازدحام في مساجد الكويت الجميلة، من الرائع أن نستغل تلك الدقائق والساعات المهمة بالدعاء والطلب، وزيادة في عمل الخير ومساعدة الناس. أخشى أن يأتي وقت يصبح فيه رمضان شهر التسوق والمناسبات التي يكثر فيه الاطباق الشهية والمسلسلات التي لا تنتهي والألوان فننسى الهدف الأساسي من هذا الشهر.

لا تلم التلفزيون أو الناس أو المناسبات التي لا تنتهي، بل لم نفسك فأنت الوحيد القادر على السيطرة على ساعاتك في رمضان وترتيبها بدلاً من الانخراط في الملهيات برمضان ونسيان العبادات فيه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد