: آخر تحديث

إيران: حان وقت النهوض

4
3
3

في وقتٍ يشهد فيه الوطن الإيراني معركة محتدمة ضد الظلم والاستبداد، تبرز رسالة واضحة تنادي بأن التغيير لا يأتي بالصدفة أو الحظ، بل يأتي نتيجةً للنضال والتنظيم الثابت. إن كلمات مريم رجوي خلال تظاهرات واشنطن في يوم المرأة العالمي تردد صدى عميقاً في كل زاوية من أركان المقاومة الإيرانية. ففي خطابها الذي بُث مباشرة عبر وسائل التواصل، أكدت رجوي: "حان وقت النهوض. لا حظ ولا صدفة ولا عوامل وهمية يمكنها تغيير مجرى الأحداث في إيران". إنها دعوة لكل أبناء هذا الوطن للمضي قدماً نحو الحرية والتغيير، مستندين في ذلك إلى عزيمة لا تلين وإصرار على تحقيق الحرية الديمقراطية.  

المقاومة كسبيل للتغيير  
تأتي الرسالة في وقت حرج تواجه فيه إيران تحديات داخلية ضخمة تتمثل في قمع الحرية، وسيطرة النظام على كافة جوانب الحياة. في داخل البلاد، لم يعد بإمكان الشعب تحمل الظلم الذي يمارسه النظام القائم، إذ إن الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية تستنزف إرادة الشعب بينما يستمر القمع والتحكم. وفي هذا السياق، يؤكد نضال أبناء إيران أن الحل الحقيقي لا يأتي من العوامل الخارجية، بل من الجهود الذاتية والمقاومة المنظمة التي تضع قيم الحرية والعدالة نصب أعينها. إذ يجب على الشعب أن يتحمل ثمن الحرية بكل ما يتطلبه ذلك من تضحيات، فالنضال الحقيقي هو السبيل الوحيد لكسر قيود النظام واستعادة الكرامة الوطنية.  

النشاط الدولي ودعم الشتات  
لم تقتصر أنشطة المقاومة على ساحات النضال داخل إيران فحسب، بل امتدت إلى المحافل الدولية حيث برز دعم الشتات الإيراني والمؤسسات الديمقراطية في الخارج. ففي واشنطن، تجمع آلاف الإيرانيين والمناصرين للحرية أمام مبنى الكونغرس الأميركي، في تظاهرة شهدت مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع. وقد عبر الحاضرون عن تأييدهم الثابت لقضية إيران الحرة والديمقراطية، مشيرين إلى أن النضال من أجل إنهاء حكم النظام الدكتاتوري لا يحتاج فقط إلى دعم خارجي، بل إلى تضامن داخلي وإرادة شعبية حقيقية.  

وقد ألقى بعض المسؤولين الأميركيين والمؤيدين لقضية الحرية تصريحات بارزة خلال التظاهرة. فقد قال أحدهم: «نحن هنا لنؤيد الشعب الإيراني في معركته الطويلة من أجل الديمقراطية، فالتغيير الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء عهد النظام الذي أودى بحريات الناس وفرض رعبه على المنطقة». كما شدد آخر من النواب على ضرورة دعم التحركات الشعبية في إيران، وأكد أن المشاركة الفعالة للمواطنين الإيرانيين في النضال السياسي تمثل الشرارة التي قد تقود إلى ثورة حقيقية تنهي حقبة الاستبداد.  

دور المرأة في نضال الحرية  
من بين أبرز النقاط التي تناولتها مريم رجوي في خطابها، جاء التركيز على دور المرأة كعامل أساسي في عملية التغيير السياسي والاجتماعي. إذ أكدت رجوي: «النساء هن قوة التغيير. مشاركتهن الفعالة والمتكافئة في الحياة السياسية هي الأساس لتحقيق الحرية والديمقراطية». وقد تناولت كلماتها أهمية النهوض بالمرأة في مختلف المجالات كشرط أساسي لتحقيق الثورة الشاملة التي تصب في مصلحة تحرير المجتمع بأكمله. هذه الدعوة لم تكن مجرد كلمات، بل انعكست على الأرض من خلال مشاركة النساء في تنظيم الحملات والاحتجاجات داخل وخارج إيران، مما يمثل رمزاً للتحدي ولرغبة الشعب في بناء مستقبل أفضل.  

نضال من أجل السلام في الشرق الأوسط  
يتداخل نضال المقاومة الإيرانية مع قضايا إقليمية أوسع، خاصة فيما يتعلق بإرساء قواعد السلام والأمن في الشرق الأوسط. ففي تصريحات أخرى، أشار بعض المسؤولين إلى أن استمرار النظام في السلطة يمثل عقبة أمام تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة. إذ إن تحقيق التحول الديمقراطي في إيران لا يهم الشعب الإيراني فحسب، بل يمتد تأثيره إلى كل من يسعى إلى استقرار المنطقة وإنهاء التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراعات. هنا تتجلى أهمية الدعم الدولي للمقاومة، ليس فقط من أجل دعم النضال الداخلي، بل لتأمين مستقبل يعمه العدل والاستقرار على الصعيد الإقليمي.  

الطريق نحو الحرية والتغيير  
يمكن القول إن المقاومة الإيرانية اليوم تحيا على مفترق طرق حاسم، حيث يجتمع النضال الداخلي مع الدعم الدولي في سعي مشترك نحو إسقاط النظام القمعي. إن الاستمرار في التظاهر والتعبير عن المطالب المشروعة يعد خطوة أساسية نحو تحقيق التغيير، حيث إن نجاح المقاومة يعتمد بشكل كبير على الوحدة الوطنية والتنسيق بين مختلف فئات المجتمع الإيراني. إن كلمة «النهوض» التي أكدت عليها السيدة رجوي تحمل في طياتها رسالة واضحة: إن التغيير لا يأتي إلا بالعمل الجماعي والتضحية، وبناءً على هذا المبدأ يمكن للشعب أن يحرر نفسه من قيود الظلم والطغيان.  

ختاماً  
تبقى رسالة "حان وقت النهوض" بمثابة نداء استيقاظ يدعو أبناء إيران ومن ينشدون الحرية إلى العمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل. إن الثورة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي نتيجة حتمية للمقاومة المنظمة والوحدة الوطنية التي يستمد منها الشعب قوته في وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق. وبينما يستمر النضال داخل إيران وخارجها، يبقى الأمل قائماً في أن يوم الحرية سيشرق قريباً، مدعوماً بإرادة لا تلين وشجاعة تتحدى كل العقبات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف