في الحادي والعشرين من حزيران (يونيو) عام 2017م المصادف لآواخر شهر رمضان المبارك عام 1438هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمره الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، في خطوة شجاعة موفقة للدفع بشباب الأسرة الحاكمة إلى مواقع المسؤولية، ولتبدأ صفحة جديدة من تاريخ المملكة العربية السعودية بروح شبابية مُلهمة في بيت الحكم السعودي العريق الممتد منذ عام 1727م وليعيش السعوديون أجواء فرحة عيد الفطر السعيد قبل حلوله بأيام.
سبعة أعوام تمضي على بيعة سمو ولي العهد، وسط جملة من التحديات واجهها الأمير الشاب بكل شجاعة وجسارة لم تأخذه في مصلحة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية لومة لائم. لقد أكد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه، وهو الرجل المتيّم بوطنه وأبناء وطنه والمعتزّ بمقدرات أرضه وقدرات شعبه، على أنَّ استثمار كل مكامن القوة الطبيعية والتاريخية والبشرية في وطننا الغالي هو خيار المستقبل الذي لا مناص منه، فبات الطموح السعودي لا يطاوله سوى عنان السماء، فالتفت سموه الكريم إثر ذلك إلى الصحاري الرملية الشاسعة والجبال الخضراء والقمم الثلجية وقلّب ناظريه في خمسة مواقع مُسجّلة في اليونيسكو وإلى ورود الطائف وثلوج تبوك ومرتفعات السودة ومصافي النفط في المنطقة الشرقية التي انبثق منه لاحقاً أضخم اكتتاب في تاريخ البشرية (اكتتاب شركة أرامكو السعودية) والدرعية بتاريخها وشموخها، ثم أمعن سموه النظر طويلاً في 1800كيلومتراً على طول ضفاف البحر الأحمر وقرابة 1000 جزيرة طبيعية فأدرك رعاه الله بأن ساحل البحر الأحمر ثروة وطنية قد آن الأوان لاستغلالها فشرَع في عقد ورش العمل مع وزرائه في قلب البحر الأحمر لبحث الطُرق المُثلى لاستثمار هذه المنطقة الغنية بالحياة البحرية المتنوعة، وما الإعلان عن (كورال بلو) وهي الجزيرة الرئيسة في مشروع جزر البحر الأحمر إلا ثمرة يانعة لجهد مضنٍ وعملٍ دؤوب.
إقرأ أيضاً: في ذكرى انطلاق مجلس التعاون
ثم استشعر سموه الكريم – حفظه الله – أهمية تماسك البيت الخليجي الكبير وأنه كُلٌ لا يتجزأ، فبادر بإنشاء مجالس التنسيق بين المملكة وكل دولة خليجية على حدة، منطلقاً من تصريح سموه في تشرين الأول (أكتوبر) 2018م في منتدى الرياض الاقتصادي بأن جميع دول المجلس بلا استثناء تملك الكثير من الفرص الاستثمارية مستشهداً بحقائق راسخة أثبتت الأيام صحتها عندما أعلن صندوق الاستثمارات العامة في تشرين الأول (أكتوبر) 2022م تأسيس ست شركات استثمارية إقليمية تستهدف استثمارات تصل إلى 24 مليار دولار في قطاعات تشمل البنية التحتية والعقارات والتعدين والرعاية الصحية والأغذية والزراعة والتصنيع والتكنولوجيا، من بينها شركة في مملكة البحرين وأخرى في سلطنة عمان الشقيقتين، والتي عملت لاحقاً على تنمية وتعزيز الشراكات الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته والقطاع الخاص السعودي للعديد من الفرص الاستثمارية مما أسهم في تحقيق عوائد جذابة على المدى الطويل وطوّر أوجه تعاون الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية مع القطاع الخاص في كل من البحرين وعمان إلى جانب الدول المستفيدة الأخرى.
إقرأ أيضاً: الشيخ صباح الخالد.. القويُّ الأَمين
إنَّ ما قدمه سمو ولي العهد خلال السنوات السبع الماضية يطول سرده وتحليله لكن كما قيل: حسبك من القلادة ما أحاط بالعُنُق وإننا كسعوديين نتطلع دون شك إلى المزيد مع أميرنا المحبوب أمدّه الله بعونه وتوفيقه وأدام عليه الصحة والعافية.