إيلاف من الرباط : تستثمر كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مليارات الدولارات في قطاع الذكاء الاصطناعي لتعزيز تنافسيتهما العالمية،بينما يواجه المغرب معضلة رئيسية تعيق تطوره في هذا المجال، تتمثل في محدودية التمويل المخصص للبحث العلمي، رغم امتلاكه لكفاءات بارزة في الرياضيات والبرمجة، بحسب ما أعلنت عنه أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، في ندوة نظمها حزب الأصالة والمعاصرة (أغلبية حكومية) ليلة السبت بالرباط.
وأشارت السغروشني إلى أن ضعف التمويل يهدد الطموحات الرقمية للمملكة في ظل سباق عالمي متسارع نحو الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوة لتعزيز موقعه في الساحة الرقمية الإفريقية والعربية، كشفت الوزيرة المكلفة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة عن مشروع جديد يتمثل في إنشاء مركز دولي ثانٍ للذكاء الاصطناعي في المغرب، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، بهدف ترسيخ المغرب لموقعه كمركز تميز في المنطقة.
وأوضحت أن المغرب، الذي يحتضن بالفعل مركزًا دوليًا للذكاء الاصطناعي بشراكة مع "يونسكو"، يعمل على توسيع هذا التوجه من خلال تحالفات جديدة مع دول رائدة، مثل الإمارات والسعودية، لجذب الاستثمارات وتأهيل الكفاءات المحلية.
في سياق ذلك ، شددت السغروشني على ضرورة خلق بيئة استثمارية جاذبة، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد امتداد للرقمنة، بل أداة استراتيجية تمتد تطبيقاتها إلى مجالات حساسة، مثل التوظيف عبر تحليل الأفكار.
لكن هذا الطموح الرقمي، تقول الوزيرة المغربية، يواجه تحديات ملموسة، أبرزها ضعف تمويل البحث العلمي وصعوبة تعميم التكنولوجيا في المناطق القروية بسبب نقص الكفاءات المتخصصة.
وأشارت السغروشني إلى سعي الوزارة لإدراج برامج تعليمية متقدمة، مثل "AL MASTER JUNIOR"، إلا أن عوائق التمويل تظل عقبة أساسية تعيق التنفيذ الشامل لهذه المبادرات.
وفي مواجهة تصاعد الهجمات السيبرانية واستهداف بيانات المواطنين المغاربة، أكدت الوزيرة السغروشني أن المديرية العامة لأمن نظم المعلومات تعتمد معايير صارمة لحماية المعطيات الشخصية، خاصة في ظل انتشار عمليات القرصنة وتسريب البيانات على" الدارك ويب". كما أعلنت عن خطة لتعزيز الإطار التشريعي للرقمنة، من خلال لجنة تضم خبراء رقميين ومشرعين لضمان تشريعات متكاملة تستجيب للتحولات الرقمية المتسارعة.
أما فيما يتعلق بتطوير منظومة التعليم الرقمي، فقد كشفت الوزيرة عن اتفاق لتوسيع مدارس البرمجة "يوكود" بالتعاون مع مكتب الشريف للفوسفات، حيث من المقرر افتتاح فرع جديد في فاس بحلول 2027.
ومع ذلك، تشير الوزيرة الشغروشني إلى أن تحقيق التحول الرقمي في المغرب سيبقى رهينًا بمدى النجاح في تأمين التمويلات الضرورية لضمان ريادة مستدامة في اقتصاد المستقبل.