عندما تقع كارثة طبيعية في الولايات المتحدة يكون سود أمريكا أول المتضررين. وهي نتيجة طبيعية لعقود طويلة من القهر والتمييز، بدءاً بالعبودية والفصل العنصري، ومروراً بالعنصرية المؤسسية في مجال الإسكان، ووصولاً لما صار يعرف بالعنصرية البيئية.
ولتأثر السود أكثر من غيرهم بالكوارث الطبيعية أسباب تضرب بجذورها في عمق التاريخ.. ففي زمن العبودية، عاش أكثر السود بالجنوب الذي اعتمد اقتصاده الزراعي على العبيد حتى يحقق البيض ثروات دون تكلفة. وما إن انتهت العبودية حتى بدأت مرحلة الفصل العنصري التي فيها تم حصر السود في المناطق التي لا يرغب البيض في السكن بها.
والعنصرية المؤسسية تطال أيضاً البعد البيئي.. فعلى سبيل المثال، تقول الإحصاءات الرسمية إن عدد السود الذين ماتوا ضحية الكوارث الطبيعية ضعف عدد من ماتوا من البيض في تلك الكوارث..
والمسألة لا تتوقف عند حد التأثر بالكوارث الطبيعية، إذ تشمل حتى مناطق السود البعيدة عنها، فلأنها مناطق مهمشة تاريخياً، فهي تعاني تلوثاً بيئياً، بل وباتت مرتعاً للشركات العملاقة للتخلص من نفاياتها الخطرة..