: آخر تحديث

ماذا يقرأ الشباب؟

3
3
3

سليمان جودة

ماذا يقرأ الشباب؟.. هذا سؤال بدا مطروحاً في مكتبة الإسكندرية، وهي تحتفل بجوائزها الكبرى للقراءة في 17 من الشهر الماضي. كانت هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها المكتبة جوائز للقراءة، وكان عدد الذين تقدموا للجوائز 2000 شاب وشابة، من 27 محافظة مصرية، هي كل محافظات مصر، ومن أعمار تبدأ من 18 عاماً، وتتوقف عند 40.

العدد المشارك يبدو قليلاً، إذا قورن بعدد سكان مصر، البالغ نحو 120 مليوناً، ولكن ربما يعود انخفاض العدد إلى أنها المسابقة الأولى، بل إن هذا هو السبب في الغالب، لأن القول بأن الشباب لا يقرأ في العموم، ينطوي على تعميم لا يجوز.

قبل حفل توزيع الجوائز، كانت هناك إشارات غير مباشرة إلى أبعاد قضية القراءة لدى الشباب، وإلى نسبة الذين يقرؤون بينهم.. ففي ندوة سابقة على الحفل، قال الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة: إنه لما تجول بين أرجاء معرض الكتاب الذي استضافته المكتبة من 7 إلى 21 يوليو، لاحظ أن الشباب يتزاحمون على شراء كتب لم يسمع هو بها من قبل، ولا يعرف عنها شيئاً، وأضاف مدير المكتبة، أنه طلب من مكتبه رصد ما يتداوله الشباب من الكتب، وما يشترونه، وما يُقبلون عليه، وأنه سيدرس ما ينتهي إليه الرصد، للوقوف على ما يستهوي الشباب على وجه التحديد.

ولا بد أن حصيلة الدراسة التي وعد بها الدكتور زايد، ستكون مهمة جداً، بقدر ما ستكون كاشفة، لأنها ستكون من المرات القليلة التي نتعرف فيها إلى ما يُقبل عليه الشباب بين الكتب المنشورة. سنعرف ما إذا كانت أسماء مثل طه حسين، أو توفيق الحكيم، أو هيكل باشا، أو العقاد، أو غيرهم، من بين الأسماء المفضلة عندهم، أم أن هناك أسماء أخرى سواها؟.

في حفل توزيع الجوائز، جرى الإعلان عن 100 شاب وشابة فازوا بجوائز القراءة، وكان العدد الفائز كبيراً، بالقياس على عدد المتقدمين، بل بالقياس على أي جوائز مرصودة في هذا الشأن بالإجمال. فما السبب؟.

من الجائز أن تكون مكتبة الإسكندرية قد قصدت ذلك، لعلها تشجع الشباب على الإقبال على القراءة، أو لعلها تُغري أكبر عدد ممكن بالتقدم للمسابقة، أو تلفت نظر الشباب إلى عدد وحجم ما تقدمه لهم. فإذا عرفنا أن أول ثلاث جوائز كانت قيمة كل واحدة منها مئة ألف جنيه، أدركنا أنها جوائز مغرية حقاً، أما بقية الجوائز المئة، فقد كانت تتدرج تحت المئة ألف، وكانت الجائزة الأقل تصل في قيمتها إلى ثلاثة آلاف جنيه. أعود لأنقل ما قاله الأديب الأستاذ محمد سلماوي، في الندوة السابقة على حفل توزيع الجوائز، فما قاله شديد الصلة بالموضوع.

روى الأستاذ محمد سلماوي، أنه لما جلس يوقع كتابه الجديد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أقيم يناير الماضي، لاحظ أن طابور المصطفين أمامه للحصول على توقيعه على نُسخ من الكتاب في أيديهم، كان قصيراً نسبياً، وكان ذلك بالقياس على طابور آخر طويل، رآه هو من مكانه بالقرب منه، فلما استطلع الأمر، عرف أن كاتبة شابة أصدرت كتاباً، وأنها نظمت حفل توقيع مثله، وأن الطابور المُصطف أمامها طويلاً، هو طابور معبّر عن عدد قرائها، بالقياس إلى عدد قراء كتاب كبار!

وهذا ما يعيد طرح السؤل من جديد: ماذا يقرأ الشباب؟.. سنتعرف إلى الإجابة تفصيلاً، عندما تنجز مكتبة الإسكندرية دراستها المرتقبة، التي وعد بها مديرها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد