استُئنف القتال بين إسرائيل وحماس صباح الجمعة، لتنتهي بذلك سبعة أيام من وقف إطلاق النار بين الطرفين، والتي شهدت إطلاق سراح رهائن وسجناء، ووصول مساعدات إنسانية تمس الحاجة إليها إلى قطاع غزة.
وإليكم فيما يلي إجابات عن بعض الأسئلة التي تُطرح حول التطورات الأخيرة.
لماذا انتهى وقف إطلاق النار؟
قبل ساعة من موعد انتهاء الهدنة المؤقتة عند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، أفادت القوات الإسرائيلية بانطلاق صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة- ثم قالت إنها اعترضت صاروخاً أطلق من القطاع.
وبعد ذلك بساعة، قال الجيش الإسرائيلي إن القتال قد استُئنف، متهماً حماس بانتهاك بنود الاتفاق.
ثم قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية تضرب أهدافاً لحماس في قطاع غزة.
وبعد وقت قصير، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس لم "تف بالتزاماتها بإطلاق سراح جميع الرهائن من النساء اليوم وأطلقت صواريخ على المواطنين الإسرائيليين".
لكن حماس ألقت باللائمة على إسرائيل في استئناف القتال قائلة إنها رفضت "القبول بكافة العروض لإطلاق رهائن آخرين".
وقالت في بيان لها إن "الاحتلال كان لديه قرار مسبق باستئناف عدوانه الوحشي" ملقية باللوم على الرئيس الأمريكي جو بايدن في "استمرار جرائم الحرب الصهوينية في قطاع غزة" وفي "إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل".
وتعرض نتنياهو، خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعاً، للضغط خاصة من قبل عناصر يمينيين في حكومته، لإعادة شن الحرب- وهو أمر أوضحت إسرائيل باستمرار أنها تعتزم القيام به حالما ينتهي سريان الاتفاق.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا تزال هناك آمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق. فقد أكدت قطر الجمعة أن المفاوضات مستمرة "بهدف العودة إلى وقف القتال"، وقد لعبت الدوحة دوراً حاسماً حتى الآن في تلك المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار.
ما هو الوضع في غزة؟
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن أكثر من 60 شخصاً قتلوا خلال سبع ساعات من استئناف القتال، وهو ما يضاف إلى حوالي 15,000 فلسطيني قالت إنهم قتلوا قبل الهدنة.
وتحدث جيمس إلدر من منظمة يونيسيف، وهي منظمة الأمم المتحدة التي تعنى بالأطفال، إلى بي بي سي من مستشفى في جنوبي غزة بعد بدء القصف، واصفاً الوضع بأنه "مرعب".
وقال إن الوضع "مروع للناس" وأنك "ترى الخوف في وجوههم"، مضيفاً أن غارة جوية وقعت بالقرب من المنشأة التي كان فيها.
ووصف نهاية وقف إطلاق النار بأنها "الكابوس الذي تخوف منه الجميع".
وكان قطاع غزة قد تعرض قبل وقف إطلاق النار لتدمير واسع مع تنفيذ إسرائيل لحملتها الانتقامية رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتزعم إسرائيل أنها استخدمت أكثر من 10 آلاف قنبلة وصاروخ، وتوصلت وحدة التحليل في بي بي سي إلى أن قرابة 98 ألف مبنى في قطاع غزة ربما تعرضت للدمار، مع تمركز معظمها في مناطق الشمال.
وأدت الضربات الجوية الإسرائيلية إلى توقف المساعدات الإنسانية أيضاً. وكانت وكالات الإغاثة قد تمكنت من استغلال وقف القتال في إدخال المساعدات الضرورية، لكنها أفادت بأنها وجدت دماراً في الكثير من المناطق التي وصلتها.
ما الذي سيحدث لاحقاً؟
على الرغم من استمرار المفاوضات على أمل التوصل إلى اتفاق جديد، فإنه من الواضح في الوقت الراهن أن الحرب قد استُئنفت.
فبعد أسابيع من القتال العنيف في شمالي قطاع غزة - وخاصة حول مدينة غزة - يبدو أن الجيش الإسرائيلي الآن يركز الجانب الأكبر من اهتمامه على الجنوب، الذي أشارت التقارير إلى وقوع الضربات الجوية المتجددة فيه.
ووضع الجيش أيضاً خريطة لقطاع غزة مقسمة إلى أكثر من 2000 منطقة، والتي قال إنه سيستخدمها في مساعدة الناس في غزة على الفرار من القتال المقبل. وقال إن الخريطة مقسمة إلى مناطق لاتاحة المجال أمام الناس "للإجلاء من أماكن معينة من أجل سلامتهم إذا اقتضى الأمر".
وأسقطت الطائرات الإسرائيلية الجمعة منشورات على مناطق شرقي وشمالي خان يونس، وهي أكبر المدن في جنوبي قطاع غزة، مرتبطة بالخريطة. ولم تشر المنشورات إلى أي من التجمعات المرقمة، وإنما احتوت على رسالة باللغة العربية تبلغ السكان في أربع مناطق بالاسم بضرورة "الإخلاء فوراً والتوجه إلى ملاذات في رفح".
يأتي تجدد القتال بعد أن التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بمسؤولين إسرائيليين، حيث أكد في اللقاء على ضرورة ضمان حماية المدنيين في المرحلة التالية من الحرب.
وقال بلينكن إنه أبلغ الحكومة الإسرائيلية بأن عليها أن تتجنب المزيد من التشريد الجماعي للفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء ومرافق المياه.
ما الذي جرى خلال وقف إطلاق النار؟
خلال السبعة أيام من وقف إطلاق النار، وافقت حماس على إطلاق سراح 110 أشخاص كانوا محتجزين في غزة، بينهم 78 إسرائيلياً من النساء والأطفال.
وفي إطار الاتفاق نفسه، أُطلق سراح 240 فلسطينياً أيضاً من السجون الإسرائيلية. وكانت هناك تهم متنوعة وجهت إليهم، ابتداء من إلقاء الحجارة إلى التحريض ومحاولة القتل.
وكان منهم فلسطينيون أطلق سراحهم بعد أن أدينوا بارتكاب جرائم، ومنهم من كانوا محبوسين احتياطياً بانتظار محاكمتهم.
وتفيد التقديرات بأن حوالي 140 من الرهائن الإسرائيليين لا يزالون محتجزين في غزة.