تايبيه: أعلنت رئيسة تايوان تساي إنغ-ون استقالتها من زعامة الحزب الحاكم بعد تكبده خسارة في الانتخابات المحلية السبت فيما رسخ حزب المعارضة المقّرب من بكين موقعه.
أدلى الناخبون السبت بأصواتهم لاختيار رؤساء بلديات وقضاة ومسؤولين آخرين في 22 مدينة ومقاطعة، في الانتخابات التي اعتبرتها تساي في وقت سابق "فرصة لإظهار تصميم تايوان وعزمها على الدفاع عن الحرية والديموقراطية للمجتمع الدولي" في وقت تشدد بكين الضغوط على الجزيرة.
غير أن الحزب التقدمي الديموقراطي (دي بي بي) بزعامة تساي خسر أربع بلديات رئيسية من ست شملتها الانتخابات منها العاصمة تايبيه.
وقالت تساي للصحافيين إن "نتائج الانتخابات لم تأت كما توقعنا ... أتحمل كل المسؤولية واستقيل فورا من رئاسة حزب دي بي بي". وستبقى تساي رئيسة للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتداركت "لكن لا وقت للشعور بالحزن، يجب أن ننهض بعد السقوط ... لا مجال للتردد بالنسبة لتايوان في مواجهة الوضع الدولي الحالي والتحديات المستقبلية".
وضمن حزب دي بي بي خمس مدن ومقاطعات في المجموع فيما فاز حزب كوميتانغ (كي إم تي) في 13.
بموازاة الانتخابات اجري استفتاء حول اقتراح خفض سن الاقتراع من 20 إلى 18 عاما والذي رُفض.
تصاعدت نبرة الصين التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وينبغي استعادتها يوما ما، تجاه الجزيرة في عهد الرئيس شي جينبينغ.
وبلغت التوترات أعلى مستوياتها منذ سنوات في آب/أغسطس عندما أجرت بكين مناورات عسكرية ضخمة في محيط تايوان احتجاجا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه.
وتعهد حزب كي إم تي المعارض الذي رسخ علاقاته مع الصين عندما كان في السلطة، "العمل جاهدا للحفاظ على السلام في المنطقة" وذلك لدى إعلان رئيسه الفوز في الانتخابات المحلية في مؤتمر صحافي.
وقال إريك تشو "سنكرس أنفسنا للشعب التايواني بإخلاص، سنكون مخلصين حتى تتاح لحزب كوميتانغ فرصة للفوز في الانتخابات (الرئاسية) في 2024".
وقال سونغ ون-تي الخبير في شؤون تايوان في جامعة استراليا الوطنية إن انتخابات السبت كانت تتعلق أكثر بالقضايا المحلية وسيكون لها تداعيات مباشرة محدودة على الانتخابات العامة في 2024.
وقال لوكالة فرانس برس إن "السياسات حيال الصين ليست مطروحة في الانتخابات في 2022، لكن ستكون مطروحة في 2024. ما يعني أن انتخابات منتصف الولاية والانتخابات الرئاسية موضوعان كبيران مختلفان".
استقالت تساي من زعامة الحزب القومي الديموقراطي في 2018 عندما مني حزبها بهزيمة في الانتخابات المحلية الأخيرة، لكنه حقق فوزا كاسحا في الانتخابات الرئاسية عام 2020.