: آخر تحديث

ما بين Miss & Mr يا قلبي لا تحزن

0
0
0

كان للقذافي (رحمه الله) شطحات دمها خفيف، ومنها أنه كان يؤمن بأن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولة الواحدة، وأطلق عليها اسم إسراطين (جمع واختصار إسرائيل وفلسطين)، وكان أيضاً يؤمن جداً بالعروبة والقومية العربية، وكان يمنع أي محل أو شركة يطلقون اسماً أجنبياً على المحل أو الشركة. ووصل الأمر في ليبيا أنهم كانوا يطلقون على مشروب سفن أب (سبعة فوق)، وكانوا يطلقون على جريدة التايمز اللندنية (جريدة الأوقات).

وحكى لي صديق كان يعمل في ليبيا أن زاره من إيطاليا رجل أعمال في ليبيا، وفي مطار طرابلس أصرّ ضابط الجوازات في المطار الليبي على أن يختار الخواجة الإيطالي اسماً عربياً. فمثلاً لو كان اسمه ليوناردو كونتي يمكن أن يختار اسم (علي كامل)، وأن يكتب كل شيء باللغة العربية في ورقة الجوازات !

وقد عدت من زيارة لمصر والسعودية، وفوجئت بأشياء على النقيض تماماً مما كان يفعله القذافي، فوجدت أن الناس يحاولون التنصّل من اللغة العربية. فمعظم المحلات لها أسماء أجنبية، وإعلانات المشروعات العقارية معظمها باللغة الإنجليزية، حتى محلات بسيطة في مناطق شعبية أخذت أسماء أجنبية.

وكان في مصر في النصف الأول من القرن العشرين بعض الأسر الأرستقراطية المصرية يحاولون التحدث معظم الوقت أو بعض الوقت باللغة الفرنسية، وكان هذا يعطيهم تميزاً فوق عامة الشعب. وكذلك كان الكثير من المصريين يطلقون اسم (أبيه) على الأخ الأكبر و(أبلة) على الأخت الكبرى، وهي كلمات تركية.

ولكن الآن لم يعد الأمر يقتصر على الطبقات العليا أو فوق المتوسطة، فوجدت أن معظم التلاميذ في كل الطبقات، حتى في المدارس الحكومية، يطلقون على المدرس بدلاً من الأستاذ فلان (المستر فلان)، وبدلاً من المدرسة (الميس)، وبدلاً من الواجب (الهوم وورك).

ومما يؤلم أيضاً أنني وجدت أطفال بعض الأسر داخل المنزل لا يتحدثون سوى باللغة الإنجليزية، وعندما كنت أرفض الحديث لهؤلاء الأطفال إلا باللغة العربية كانوا يُفاجَأون ويتلعثمون، وقد حزنت لهؤلاء الأطفال، وبالطبع كنت ألوم الوالدين والمدرسة والمجتمع.

ومما أحزنني أكثر أنني كنت أشاهد بعض الفيديوهات على الإنترنت لرجال وسيدات أعمال يتحدثون جميعهم مع مقدم البرنامج العربي باللغة الإنجليزية، بالرغم من أن كلهم عرب وكل مشاهدي الفيديو من العرب.

وكذلك تجد في شركة كل أفرادها من العرب، وهي شركة عربية مئة بالمئة، يتراسلون مع بعضهم البعض سواء بالإيميل أو الواتس آب باللغة الإنجليزية، وتجدهم يصدرون فواتير وخطابات الشركة باللغة الإنجليزية بالرغم من أن هذه الفواتير سوف تذهب إلى شركات وأفراد عرب.

هنا في أميركا يحسدني معظم الأميركان بأنني أجيد العربية إلى جانب الإنجليزية.

ومن الأشياء الطريفة أننا كنا نحرص دائماً على السفر في الإجازات من أميركا إلى مصر لكي نزور الأهل، وبسبب هام آخر هو تحسين اللغة العربية عند أطفالي، ولكن يا للأسف معظم المصريين الذين كانوا يتعاملون مع أطفالي كانوا يتكلمون معهم باللغة الإنجليزية لتحسين إنجليزيتهم

ورحم الله القذافي ورحم الله "سبعة فوق".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.