: آخر تحديث

مبررات التحرك الأممي ضد البرنامج النووي الإيراني

10
9
6

في خطابها بمناسبة عيد النوروز، أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على ضرورة تفعيل آلية الأمم المتحدة "سناب باك" ضد برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني، قائلةً: "في مواجهة أنشطة النظام الخبيثة، يجب على المجتمع الدولي ألا يؤخر تفعيل آلية سناب باك بعد الآن. هذا النظام يُشكل تهديدًا للسلم والأمن العالميين، ويجب وضعه تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. إن الحل النهائي لإرهاب الملالي وتحريضهم على الحروب وبرنامجهم النووي هو إسقاط النظام - وهي مهمة تقع على عاتق الشعب الإيراني من خلال المقاومة والانتفاضة وجيش الحرية".  

قبل عشر سنوات، خلال فترة الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (14 تموز - يوليو 2015)، حذّرت رجوي أيضًا من أنَّ "الالتفاف على قرارات مجلس الأمن الستة واتفاقية غير موقعة، تفتقر إلى شروط معاهدة دولية رسمية، لن يسد طريق الملالي نحو الخداع ولا سبيلهم إلى امتلاك قنبلة نووية".  

إقرأ أيضاً: شخصيات عالمية تشيد بمقاومة النساء الإيرانيات

وأشارت رجوي إلى نقطة مهمة أخرى، وهي أنَّ "الأموال التي تُضخ في خزائن النظام يجب أن تُوضع تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة لضمان تلبيتها للاحتياجات العاجلة للشعب الإيراني، وخاصة رواتب العمال والمعلمين والممرضين غير المدفوعة، واستخدامها لتوفير الغذاء والدواء للمواطنين. وإلا، سيستخدم خامنئي هذه الأموال لتعزيز سياسة النظام في تصدير الإرهاب والتطرف في سوريا واليمن ولبنان، وكذلك لملء خزائن الحرس الثوري".  

والآن، بالنظر إلى العقد الماضي، ثبتت صحة كل تحذيرات المقاومة الإيرانية المذكورة أعلاه. لقد استُخدم تجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي وتوجيه مليارات الدولارات إلى خزائن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لتمويل الإرهاب والحرب وقمع الشعب الإيراني، مما شجع النظام على مواصلة سياساته المعادية لإيران وللإنسانية.  

وأعرب المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، الذي سعى باستمرار للبقاء على قيد الحياة من خلال استغلال الانقسامات داخل المجتمع الدولي، عن غضبه بعد التحركات الأوروبية الجديدة. ففي اجتماع مع مسؤولي النظام في 8 آذار (مارس) 2025، هاجم الدول الأوروبية قائلاً: "هل وُفِّيتم بالتزاماتكم في خطة العمل الشاملة المشتركة؟ منذ البداية، لم تفعلوا. بعد انسحاب الولايات المتحدة، وعدتم بالتعويض، ثم تراجعتم عن ذلك. ثم قلتم شيئًا آخر وأخلَفتم بوعدكم الثاني أيضًا".  

إقرأ أيضاً: مشاريع إيرانية سرية لإنتاج رؤوس نووية

وفي يوم الجمعة الموافق 14 آذار (مارس) 2025، أصدر وزراء خارجية دول مجموعة السبع - بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وكندا - إلى جانب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، بيانًا مشتركًا في ختام قمتهم في شارلفوا بكندا. وأكدت دول مجموعة السبع في بيانها أن إيران "هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي، ويجب ألا يُسمح لها أبدًا بتطوير أو امتلاك سلاح نووي".  

وقبل ذلك، عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء الموافق 12 آذار (مارس) 2025، جلسة مغلقة بحضور جميع أعضائه الخمسة عشر لمناقشة البرنامج النووي للنظام الإيراني. وخلال الاجتماع، أكد ممثل المملكة المتحدة أن تفعيل آلية "سناب باك" ضد النظام الإيراني قيد الدراسة الجادة. وعُقد اجتماع مجلس الأمن في الوقت الذي أشار فيه أحدث تقرير قدّمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس المحافظين إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة غير المسلحة نوويًا في العالم التي تنتج يورانيوم عالي التخصيب، وأن هذا المستوى من التخصيب ليس له أي مبرر سلمي يُعتد به.  

إقرأ أيضاً: نضال إيرانيي الداخل والخارج ضد نظام الملالي

ورغم تأجيل مراجعة آلية "سناب باك" في مجلس الأمن الدولي وبيان وزراء خارجية مجموعة السبع، إلا أن الكابوس الوشيك المتمثل في عودة قرارات مجلس الأمن الستة ضد النظام قد هزّ المرشد الأعلى اليائس وحكمه. وهذا يُظهر بوضوح مدى أهمية تبني سياسة حازمة ضد النظام الإيراني والإسراع في تطبيق آلية "سناب باك".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.