: آخر تحديث

أختيار ملك الأردن لجائزة عالمية لدوره في تقارب الأديان والتسامح

126
110
95

استوقفني عنوان بارز في موقع مجلة الايكونوميست ذائعة الصيت يقول:

جائزة تمبلتون  لملك الأردن "عرفان وتقدير لملك مسلم وديبلوماسي تقارب الأديان"

يقول موقع المجلة: "الديبلوماسية الأردنية الدينية الماهرة والغير معلنة لها تأثير فعال في تقارب الأديان والشعوب"

تستطرد الايكونوميست بالقول أن ملك الأردن عبدالله الثاني يقدم للعالم المعنى الحقيقي للجهود التي تبذل في تنمية وتقوية البعد الروحي بين البشر من خلال نشاطات ثقافية وعلمية وديبلوماسية ومبادرات عديدة وفي الوقت الصعب الذي يمر فيه الشرق الأوسط. هذا العمل الدؤوب يتم انجازه في اطار من المسؤوليات الدنيوية والسياسية الراهنة. عبدالله الثاني يؤمن بحرية العبادة والتعايش بين الأديان.

جائزة تمبلتون من أعلى الجوائز ذات القيمة المالية للعمل والجهد في مجال الروحانيات يمنحها الملياردير الأميركي البريطاني المسيحي المواظب السير جون تمبلتون لرمز لامع في العالم الاسلامي وهو الملك عبدالله الثاني.

وبالتوازي تناول موقع الخدمات الاخبارية المتخصص في الشؤون الدينية RNS Religious News Service 

موضوع من الجائزة باسهاب قائلا ان عبدالله الثاني سيستلم الجائزة الكبرى في احتفال رسمي يعقد في شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل في واشنطن. الهدف من الجائزة هو مكافأة العمل الاستثنائي في البعد الروحي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الجائزة الغير عادية مُنحت منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، من أبرزهم الأم تريزا في العام 1973، والدالاي لاما في العام 2012، والقس ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013. 

ويضيف الموقع "أن عبدالله الثاني باعتراف دولي هو رمز للتسامح والمحبة وقبول الآخر وتبديد المخاوف الغير مبررة عن الاسلام جلبت له جائزة استثنائية من مؤسسة عريقة تنشر رسالة المحبة والتسامح وقبول الآخر وفهم الآخر والعمل على تشجيع هذه المبادي النبيلة".

وتُمنح الجائزة، بحسب القائمين عليها، تقديرا لأشخاص يقدمون إسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان، مثل الأعمال الخيرية، أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي، أو المساهمة بشكل بنّاء عبر وسائل الإعلام في الحوارات المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية.

 

اختيار ملك الأردن لهذه الجائزة نابع من قناعات بالدور الايجابي البناء الذي تلعبه الأسرة الهاشمية في بناء الجسور بين الشعوب من مختلف الأديان. وتدرك المؤسسة وتثمن جهود الملك في تحقيق الوئام، داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، ولم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة. هذه شهادة عظيمة من المؤسسة والتي منذ 1972 تمنح جوائز سنوية لأشخاص قدموا مساهات استثنائية لخدمة واثراء الجانب الروحي للبشرية. الجائزة ليستبهدف تحقيق فائدة للفائزين، ولكن بهدف تحقيق فائدة أعظم لأفراد المجتمع الذين سيجدون في الفائزين المثال والقدوة.

وفي موقعها الأليكتروني استعرضت مؤسسة تمبلتون بايجاز أهم انجازات ومساهمات  الملك عبدالله في مجالات التقدم الروحي وكان أبرزها إطلاقه "رسالة عمّان" عام 2004، والتي أوضحت حقيقة الإسلام، وبيّنت الأعمال التي تمثّله، وتلك التي لا تمت له.وتحظى رسالة عمّان بتأييد أكثر من 450 من القادة الدينيين والسياسيين من حوالي 50 دولة عربية وإسلامية، في سابقة تمثل أكبر حالة إجماع في العصر الحديث حول تعريف من هو المسلم، ورفض التكفير، والاعتراف الصريح بشرعية مذاهب الإسلام الثمانية.

وفي عام 2006، أطلق مبادرة "كلمة سواء" وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات دينية مسيحية تنشد السلام والوئام على أساس وصيتين متلازمتين يشكلان جزءاً من صميم المبادئ التأسيسية لهذين الدينين وهما: حب الله وحب الجار. وأيد مبادرة كلمة سواء أكثر من 300 من القيادات الدينية المسيحية، وقد وقعها أكثر من 400 من العلماء الإسلاميين والقيادات الدينية الإسلامية.

ناهيك عن التزام عبدالله الثاني الراسخ في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، خاصة المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، أحد أهم ثلاثة مواقع دينية في الإسلام ]أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين[، وكنيسة القيامة التي تحتضن ]القبر المقدس[ - قبر السيد المسيح (عليه السلام).

 

الأردن ملاذ آمن لضحايا الحروب

والجائزة تأتي أيضا تقديرا لمواقف الأردن الانسانية في توفير ملاذ آمن للاجئين من فلسطين والعراق وسوريا وتوفير الحماية للمجموعات الدينية والعرقية المختلفة في الأردن وضمان حرية العبادة.

وبالإضافة إلى هذه المبادرات، أشاد إعلان الجائزة بجهود عبدالله الثاني في تطوير موقع عمّاد السيد المسيح (المغطس)، والذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) موقعا للتراث العالمي، خاصة تأسيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية وإنشاء زمالة لدراسة الحب في الدين في كلية ريجنت بارك، في جامعة أكسفورد، بالإضافة إلى إنشاء وقفية لدراسة فكر الإمام الغزالي في جامعة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، ووقفية لدراسة فكر الإمام الرازي في الجامعة الأردنية، وجامعة العلوم الإسلامية العالمية، ومسجد الملك الحسين بن طلال.

كما لفت القائمون على الجائزة، التي تعتبر من أكبر الجوائز في العالم من حيث القيمة المالية إذ تبلغ 1.1 مليون جنيه استرليني، إلى أهمية جهود جلالة الملك في مواجهة التطرف، والتصدي للمفاهيم المغلوطة حول الإسلام وخطاب الكراهية والخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا).

وتأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير جون تمبلتون، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية. وتدير الجائزة مؤسسة تمبلتون التي تتخذ من مدينة كونشوهوكين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية مقرا لها.

وترجمة لهذا القرار، تُنظّم جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان بشكل سنوي وتُمنح لأفضل ثلاث فعاليات أو نصوص يتم تنظيمها أو إصدارها احتفالاً بهذه المناسبة.

 

لا بديل للعمل الدؤوب والبحث العلمي

وينهي مقال موقع RNS حديثه عن الجائزة بالقول انها لارسال رسالة دقيقة وبدون ضجة وغير معلنة عن أهمية الديبلوماسية الهادئة والتي تحتاج الى تأني وصبر وتنبع من نشاط ثقافي ودراسات علمية متعمقة. لا يمكن انكار دور الهاشميين في مكافحة التطرف في المجتمع الاسلامي وتخفيف حدة التوترات بين الديانات السماوية. وتناولت الموضوع عشرات المواقع التي تهتم بأمور الحوارات بين الأديان وأشادت بحسن اختيار أفضل مرشح لعام 2018 وهو عبد الله الثاني مؤلف كتاب"فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر" عام 2011.

أما الايكونوميست تختتم بالقول ان الجائزة التي تم الاعلان عنها مؤخرا هي للتذكير بأن "العقيدة التي تثمن الاستمرارية والتقاليد الموروثة لا بديل للعمل الدؤوب والدراسة والبحث العلمي".

وأشاد بمنح الجائزة مؤسسات دولية عديدة منها: المجلس الأطلسي للولايات المتحدة في واشنطن مركز الأبحاث الغير حزبي وذو نفوذ في مجال الشؤون الدولية، وأيضا المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية والأمن والدفاع البريطاني في لندن


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في