: آخر تحديث

ملفات جيفري إبستين المثيرة للجدل في أميركا

3
3
3

سلطان ابراهيم الخلف

يتداول الأميركيون هذه الأيام، اسم جيفري إبستين، ويطالبون بفتح ملفاته التي أثارت جدلاً واسعاً في بلادهم، بعد أن أغلقها الرئيس دونالد ترامب بقرار تنفيذي منه...

ولعل سبب إغلاقه لها، هو ما تردد من أن ترامب كان صديقاً لإبستين، قبل توليه الرئاسة.

إبستين هذا متهم باستغلال القاصرات لأغراض جنسية، وقد حكم عليه بالسجن للمرّة الأولى في 2008، ثم حكم عليه بالسجن مرّة أخرى بتهمة الاتجار بالجنس، مستغلاً عشرات القاصرات عام 2019 في فلوريدا ونيويورك...

مات في السجن منتحراً خلال رئاسة ترامب الأولى، الأمر الذي جعل موته محط تساؤلات كثيرة، وصار الكثيرون يبحثون عن خفايا حياته، وينشرونها في مواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف عن شخص مبتذل، تم طرده حينما كان مدرساً من مدرسة دالتون، بتهمة التحرش بالطالبات.

لا يحمل شهادة جامعية، واستطاع أن يكوّن له ثروة كبيرة، خلال عمله في أحد البنوك، ساعدته في إقامة علاقات صداقة مع نخبة من السياسيين والمتنفذين، من هؤلاء الرئيس الأميركي الحالي ترامب، والرئيس السابق بيل كلينتون، والأمير البريطاني أندرو، ورئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك، وولي العهد النروجي، وغيرهم.

وكانت ساعده الأيمن في تلك الجرائم الجنسية، صديقته البريطانية غيسلين ماكسويل، التي تقضي الآن عقوبة بالسجن بعد صدور أحكام قضائية تدينها بالمشاركة في تلك الجرائم.

من التساؤلات المطروحة حول إبستين هي مصدر المبالغ الضخمة التي جمعها وجعلت منه رجلاً ثرياً يمتلك فللاً فخمة، وجزيرة سانت جيمس والتي أطلق عليها اسم «جزيرة إبستين».

مطالبة الرئيس الأميركي بفتح ملفات إبستين لا تقتصر على معارضيه من الحزب الديمقراطي، بل إن ناخبيه المعروفين بحركة «MAGA»، هم أكثر المطالبين بفتح الملفات، بعد أن أغلقها رئيسهم ترامب، لمعرفة مدى تورّطه في جرائم إبستين، خصوصاً بعد انتشار لقطات من أفلام يظهر فيها، وهو يتحدث إلى إبستين خلال حفل صاخب أقامه الأخير في إحدى فيلاته الفخمة.

يرى بعض المحللين أن الرئيس ترامب يشعر بالحرج الشديد من إثارة ملفات إبستين، ويحاول جاهداً لفت انتباه الشعب الأميركي إلى قضايا أخرى، وهذا يفسر ما قام به، من إصدار أوامر تنفيذية بإرسال قوات فيديرالية إلى واشنطن دي سي، بحجة المحافظة على الأمن فيها، علماً بأن الأمن مستتب فيها، وتهديده بإرسال قوات فيديرالية إلى مدينة شيكاغو للغرض نفسه.

ولا يستبعد المحللّون أن تحريك ترامب لبعض السفن العسكرية بغرض «غزو فنزويلا»، يأتي في سياق لفت الانتباه عن الملفات المثيرة للجدل.

وما يجعل من الملفات قضية خطيرة، هو ما أثاره الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، بأن إبستين كان يعمل مخبراً لدى «الموساد» الإسرائيلي، الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني يستغل ملفاته كورقة ضغط على ترامب، وهو ما يجعله خاضعاً لإرادة الإرهابي نتنياهو، ومدافعاً عن حرب الإبادة التي يشنها في غزة، وسبباً في قمع المتظاهرين الأميركيين الذين يطالبون بوقف العدوان الصهيوني على غزة، مع ما يمثل ذلك من انتهاك صارخ للدستور الأميركي الذي يسمح بحرية التعبير ونقد سياسة الدولة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد