: آخر تحديث

أي مستقبل ينتظرنا؟

3
4
4

أمينة خيري

يبدو الحديث عن أمور أخرى غير الحروب والصراعات والكوارث الحالية أمراً بالغ الصعوبة، لكن الحكمة تملي علينا أحياناً الخروج بعيداً عن تلك الدائرة المميتة نفسياً وعصبياً للتفكير في المستقبل.

قبل نحو شهر، أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تقريراً عنوانه: أي مستقبل للمنطقة العربية في زمن الذكاء الاصطناعي؟، وللأسف لم يحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام، وذلك تحت ضغط الظرف الآني المهيمن على المنطقة.

التقرير يستعرض الدور التحويلي للتكنولوجيا، وإمكاناتها في إعادة رسم ملامح التنمية والحوكمة والنمو الاقتصادي في المنطقة العربية، بالإضافة إلى آثار هذا التحول على آثاره الواسعة على المنطقة حتى عام 2040.

بحسب التقرير، واصلت المنطقة العربية منذ عام 2022 تعزيز قدراتها في المجال التكنولوجي، متجاوزة معدلات تبني الهواتف المحمولة والإنترنت.

جزء كبير من أهمية التقرير يكمن في لفت الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي يغير سوق العمل بينما نتكلم. توقعات سابقة أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي سيلغي نحو 83 مليون وظيفة عالمياً، لكنه سيخلق 69 مليون وظيفة جديدة، والمنطقة العربية ليست استثناء، وذلك في حال لحقت بالركب.

فجوة المهارات تظل أكبر عقبة أمام قدرة الشراكات على التحول، وهي عقبة بدأت بالفعل، وكلما سارعت إلى علاجها، قلصت الخسائر وعظمت من الفوائد المستقبلية، وهذا ما تفعله دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

مستقبل سوق العمل العربي مرهون بقدرة الدول ومؤسساتها وقطاعها الخاص والاستثماري على تحديث البنية التحتية الرقمية، والاستثمار الجاد والمدروس في تنمية المهارات وتوجيه دفة التعليم والتدريب في هذا الاتجاه، مع وضع قواعد تنظيمية واقعية ومستدامة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد